الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

تنبيه:

صفحة 512 - الجزء 1

  وأما أهل الحديث فما رجل مَنَعَ من ذلك - فأردنا أن نجمع ما أمكن جمعه في محل مستقل؛ حفظًا للأذكار النبوية، وحرصًا أن [لا] يفوت أو يخلى عن شيء ممكن حفظه - كتابنا هذا -؛ فأوردنا ذلك هاهنا مجموعًا، وكلٌّ على أصله؛ فمن يرى جواز ذلك في الصلاة وصحَّ له فعل كل شيء في موضعه، كما سنبينه على مواضعه⁣(⁣١).

  ومن [لا يرى جواز ذلك] ومذهبه تحريم الأقوال في الصلاة، كما صححه الإمام الهادي # وروى الحديث المشهور: «إن صلاتنا لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ؛ إنما الصلاة التسبيحُ والتحميدُ وقراءةُ القرآن»⁣(⁣٢)؛ فحصرها «بإنما»؛ فانتفى ما عدا ذلك فيكون نسخًا، ولقد روى صاحب المرقاة⁣(⁣٣) في بحث النسخ، وهو من أنفس ما أودع كتب الأصول ما لفظه: ويجوز نسخ السنة بالسنة إجماعًا: المتواتر بالمتواتر⁣(⁣٤)، وهو عزيز الوجود، وقد مثله القرشي⁣(⁣٥) بنسخ المتعة، ونسخ الكلام في الصلاة إلى آخره⁣(⁣٦).

  ويشهد له ما رواه الإمام الحافظ المؤيد بالله # في التجريد في منع التأمين وسائر الكلام، قال: أخبرنا أبو العباس الحسني، ثم ساق سندًا متصلًا بمُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ⁣(⁣٧)، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ ÷ فَعَطَسَ رَجُلٌ


(١) نلاحظ سماحة المؤلف: لما أورد الأذكار التي وردت في الصلاة، ولا يصح الدعاء في الصلاة في المذهب، وقال: كل على أصله؛ فمن يرى جواز ذلك في الصلاة وصح له فعل كل شيء في موضعه، ومن مذهبه تحريم الأقوال في الصلاة؛ فيكون قول النبي ÷: «إن صلاتنا لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما الصلاة التسبيح والتحميد وقراءة القرآن»، ناسخ لما ورد في هذه الروايات.

(٢) الامام الهادي في الأحكام: (١/ص ٩٤).

(٣) داود بن الهادي بن أحمد بن المهدي المؤيدي ولد سنة (٩٨٠ هـ)، علامة، محقق، فقيه وأصولي، متكلم، فاضل، عابد، أخذ عنه الكثير من العلماء، توفي سنه (١٠٣٥ هـ)، له: شرح على أساس الإمام القاسم بن محمد، وغيره. ينظر: ابن ابي الرجال: مطلع البدور: ٣/ ٢٧١، والمؤيد، طبقات الزيدية: (١/ ٤٣٣).

(٤) المؤيدي، داود بن الهادي المتوفى سنة (١٠٣٥ هـ): مرقاة الوصول إلى فهم معاني معيار العقول، تحقيق السيد العلامة عبد الرحمن شايم المؤيدي، مركز الإمام عز الدين للدراسات الإسلامية، (د، ت): (ص ٢٤٧).

(٥) يحيى بن حسن بن موسى القرشي الصعدي اليمني، علامة محقق، فقيه، متكلم، وأديب شاعر، سار من اليمن إلى العراق، وبها توفي سنة (٧٨٠ هـ)، وله الرسالة الدامغة، والحجة البالغة (خ) وغيرهما ... ينظر: ابن القاسم، طبقات الزيدية: (٣/ ١٢١٥)، والوجيه، أعلام المؤلفين الزيدية: (ص ١٠٩٧).

(٦) ينظر: المؤيدي، المرقاة: (ص ١٢٠).

(٧) معاوية بْن الحكم السلمي سكن المدينة، له صحبة. ينظر: ابن الأثير، أسد الغابة: (٥/ ١٩٩ رقم ٤٩٨١)، =