تنبيه:
  وعن ابن مسعود: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ÷ كَانَ إِذَا سَجَدَ قَالَ: «اللَّهُمَّ سَجَدَ لَكَ سِوَادِي وَخَيَالِي، وَبِكَ آمَنَ فُؤَادِي، أَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَهَذَا مَا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي، يَا عَظِيمُ، يَا عَظِيمُ، اغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ الْعَظِيمَةَ إِلَّا الرَّبُّ الْعَظِيمُ»(١).
  وفي الجامع الكبير(٢): عن أمير المؤمنين # قال: [إنَّ](٣) مِنْ أَحَبِّ الْكَلاَمِ إلَى اللهِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ وَهُو سَاجِدٌ: ربِّ إنِّي ظَلَمتُ نَفْسِى فَاغْفر لي. زاد في رواية: ذنوبي، إنَّه لَا يَغْفِرُ الذنُوب إِلَّا أَنْتَ». أخرجه عبد الرزاق وابن أبي شيبة(٤).
  وعن عائشة قالت: كَانَ رَسُولُ اللهِ ÷ يُكْثِرُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي»(٥).
  وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله ÷: «أَمَّا أَهْلُ السَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ، وَأَمَّا أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ ذِي الْعِزِّ وَالْجَبَرُوتِ، وَأَمَّا أَهْلِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، فَقُلْهَا يَا عُمَرُ فِي صَلَاتِكَ»(٦).
  فائدة: قال النووي بعد ذكر الخلاف أي المحلين أفضل القيام أو السجود؛ فقيل: القيام لما رواه مسلم عن النبي ÷ «أَفْضَلُ الصَّلَاةِ طُولُ الْقُنُوتِ»(٧)، ومعناه القيام؛ ولأن ذكره هو القرآن، وذكر السجود هو التسبيح، والقرآن أفضل؛ فكان ما طَوَّلَ به أفضل.
  وذهب بعض العلماء إلى أن السجود أفضل؛ لقوله ÷ في
(١) أخرجه الحاكم في صحيحه: (١/ ٧١٦ رقم ١٩٥٧)، وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ".
(٢) ذكره السيوطي، جمع الجوامع: (١٧/ ١٢٠ رقم ٤/ ٦٣) ٢٤٠٣).
(٣) ما بين المعقوفتين من جمع الجوامع للسيوطي.
(٤) أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه: (٢/ ١٥٥ رقم ٢٨٧٧)، وابن أبي شيبة في مصنفه: (١/ ٢١٠ رقم ٢٤٠٣).
(٥) أخرجه البيهقي في سننه الكبرى: (٢/ ١٣٢ رقم ٢٥٦٠).
(٦) أورده محمد بن نصر المَرْوَزِي في تعظيم قدر الصلاة: (١/ ٢٦٢).
(٧) أخرجه مسلم في صحيحه: (١/ ٥٢٠ رقم ١٦٤ - (٧٥٦).