الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

تنبيه:

صفحة 518 - الجزء 1

  وعن ابن مسعود: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ÷ كَانَ إِذَا سَجَدَ قَالَ: «اللَّهُمَّ سَجَدَ لَكَ سِوَادِي وَخَيَالِي، وَبِكَ آمَنَ فُؤَادِي، أَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَهَذَا مَا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي، يَا عَظِيمُ، يَا عَظِيمُ، اغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ الْعَظِيمَةَ إِلَّا الرَّبُّ الْعَظِيمُ»⁣(⁣١).

  وفي الجامع الكبير⁣(⁣٢): عن أمير المؤمنين # قال: [إنَّ]⁣(⁣٣) مِنْ أَحَبِّ الْكَلاَمِ إلَى اللهِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ وَهُو سَاجِدٌ: ربِّ إنِّي ظَلَمتُ نَفْسِى فَاغْفر لي. زاد في رواية: ذنوبي، إنَّه لَا يَغْفِرُ الذنُوب إِلَّا أَنْتَ». أخرجه عبد الرزاق وابن أبي شيبة⁣(⁣٤).

  وعن عائشة قالت: كَانَ رَسُولُ اللهِ ÷ يُكْثِرُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي»⁣(⁣٥).

  وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله ÷: «أَمَّا أَهْلُ السَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ، وَأَمَّا أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ ذِي الْعِزِّ وَالْجَبَرُوتِ، وَأَمَّا أَهْلِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، فَقُلْهَا يَا عُمَرُ فِي صَلَاتِكَ»⁣(⁣٦).

  فائدة: قال النووي بعد ذكر الخلاف أي المحلين أفضل القيام أو السجود؛ فقيل: القيام لما رواه مسلم عن النبي ÷ «أَفْضَلُ الصَّلَاةِ طُولُ الْقُنُوتِ»⁣(⁣٧)، ومعناه القيام؛ ولأن ذكره هو القرآن، وذكر السجود هو التسبيح، والقرآن أفضل؛ فكان ما طَوَّلَ به أفضل.

  وذهب بعض العلماء إلى أن السجود أفضل؛ لقوله ÷ في


(١) أخرجه الحاكم في صحيحه: (١/ ٧١٦ رقم ١٩٥٧)، وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ".

(٢) ذكره السيوطي، جمع الجوامع: (١٧/ ١٢٠ رقم ٤/ ٦٣) ٢٤٠٣).

(٣) ما بين المعقوفتين من جمع الجوامع للسيوطي.

(٤) أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه: (٢/ ١٥٥ رقم ٢٨٧٧)، وابن أبي شيبة في مصنفه: (١/ ٢١٠ رقم ٢٤٠٣).

(٥) أخرجه البيهقي في سننه الكبرى: (٢/ ١٣٢ رقم ٢٥٦٠).

(٦) أورده محمد بن نصر المَرْوَزِي في تعظيم قدر الصلاة: (١/ ٢٦٢).

(٧) أخرجه مسلم في صحيحه: (١/ ٥٢٠ رقم ١٦٤ - (٧٥٦).