تنبيه:
  الحديث المتقدّم: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ، وَهُوَ سَاجِدٌ»(١).
  وقال إسحاق: كثرة الركوع والسجود بالنهار أفضل، وكثرة القيام بالليل أفضل، إلا أن يكون رجلٌ له جزءٌ بالليل يأتي على جزئه.
  قال الترمذي: وإنما قال إسحاق هذا لما روي من وصفَ صلاة النبيِّ ÷ يطول القيام(٢). انتهى من الأذكار.
  وأما أذكار القنوت فهي واسعة، فعن خالد بن أبي عمران قال: لما أنزل الله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}(٣) وتركه القنوت بلعن أقوام، علمه الله القنوت «اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ، وَنَسْتَغْفِرُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ، وَنَخْضَعُ لَكَ، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَكْفُرُكَ، اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ، وَنُخَافُ عَذَابَكَ الْجِدَّ، إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكَافِرِينَ مُلْحِقٌ»، قال الحازمي: هذ ا مرسل(٤)، أخرجه أبوداود في المراسيل(٥) وهو حسن في المتابعات، وبالجملة فلم يتعين [دعاء] للقنوت، وخاص كما ذكره غير واحد فيدعو المصلي بما أحب.
  قال الهادي يحيى بن الحسين في الأحكام: أحب ما يقنت به إلينا ما كان آية من القرآن، مما فيه دعاء وتمجيد وذكر الله الواحد الحميد مثل قول الله ø: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}(٦) ... الى آخر السورة، ويقول الله سبحانه: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}(٧). وإن شئت قنت بعد التسليم من الوتر بالقنوت الذي علمه النبي ÷ ابنه الحسن بن علي @ ويروي عن أمير المؤمنين #: إن جبريل ﷺ علم هذا القنوت النبي ÷ فعلمه النبي ÷
(١) المصدر نفسه: (١/ ٣٥٠ رقم ٢١٥ - (٤٨٢).
(٢) أورده النووي، الأذكار: (ص ١٢٨).
(٣) سورة آل عمران: ١٢٨.
(٤) ينظر: الحازمي: الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار: (ص ٨٩).
(٥) أخرجه أبو داود في المراسيل: (١/ ١١٨ رقم ٨٩)، والبيهقي في الدعوات: (١/ ٥٥٩ رقم ٤٣٣).
(٦) سورة البقرة: ٢٨٦.
(٧) سورة البقرة: ٢٠١.