تنبيه:
  أدعية الوضوء، وفي الأذكار للنووي: ومما يُسْتَحَبُّ الدعاء به في كل موطن: "اللَّهمّ إني أسألك العفو والعافية"، "اللَّهُمَّ إني أسألُكَ الهُدَى، والتُّقَى، وَالعَفَافَ، والغنى"(١).
  تنبيه: وهذه كلمات قد رواها من روى في التشهد لكن لم يكن ثبوتها سنة على حد ثبوت ما بعده، بل هي واهية، والعبرة بما صح للباحث، وموضعها التشهد نقلناها استيفاء، وقد سبق ما يغني منها عن ابن مسعود في بعض روايات تشهده قال: كان رسول الله ÷ يُعَلِّمُنا كَلِماتٍ وَلَمْ يَكنْ يُعَلِّمُناهُنَّ كَما يُعَلِّمُنا التَّشَهُّدَ: "اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنا وَأَصْلِحْ ذاتَ بَيْنِنا واهْدِنا سُبُلَ السَّلامِ وَنَجِّنا مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَجَنِّبْنا الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ، وَبارِكْ لَنا فِي أَسْماعِنا وَأَبْصارِنا وَقُلُوبِنا وَأَزْواجِنا وَذُرِّيّاتِنا وَتُبْ عَلَينا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوّابُ الرَّحِيمُ، واجْعَلْنا شاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ مُثْنِينَ بِها قابِلِيها وَأَتِمَّها عَلَيْنا" رواه أبو داود، وسكت عليه المنذري(٢).
  وعن مِحْجَنَ بْنِ الأَدْرَعِ(٣) قال: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ ÷ المَسْجِدَ فَإِذا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّد وَهُوَ يَقول: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يا اللهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ، الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكنْ لَه كُفُوًا أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ. قال: فَقال: "قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ". ثَلاثًا. أخرجه أبو داود، وسكت عنه المنذري(٤)، بل قال أخرجه النسائي(٥).
  وأخرجه الحاكم وزاد ويدعوا ثلاثا، وللحاكم عن عائشة مرفوعًا: «اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا»(٦)، ذكره في الحصن الحصين(٧).
(١) ينظر: النووي، الأذكار: (١/ ١٤٧ رقم ٣٩١).
(٢) أخرجه أبو داود في سننه: (٢/ ٢١٧ رقم ٩٦٩)، والمنذري، مختصر سنن أبي داود: (٣/ ٦٦).
(٣) محجن بن الأدرع الأَسلميّ، كان قديم الإسلام، سكن البصرة، واخْتَطَّ مسجدها، وعُمِّر طويلًا، مات في آخر خلافة معاوية. ينظر: المزي تهذيب الكمال: (٢٧/ ٢٦٧ رقم ٥٧٩٧)، وابن الأثير، أسد الغابة: (٥/ ٦٤).
(٤) أخرجه أبو داود في سننه: (٢/ ٢٣٠ رقم ٩٨٥)، والمنذري، مختصر سنن أبي داود: (١/ ٢٨٢)، والمقدسي، شرح سنن أبي داود: (٥/ ٢٦٣ رقم ٩٦٩).
(٥) أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (٢/ ٧٩ رقم ١٢٢٥).
(٦) أخرجه الحاكم في مستدركه: (١/ ٣٨٥ رقم ٩٣٦) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ».
(٧) ينظر: الشوكاني، تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين: (١/ ٨٤).