تنبيه:
  أشرنا إلى ما قاله الجريري من الإجماع عليها، فهي واجبة، وإن وردت عن البعض سنية ذلك فلا تعويل عليه والله أعلم.
  وأما التوجُّه واختلاف ألفاظ الاستفتاح فلا حاجة إلى إيراد شيءٍ منه هنا، وقد أوردنا توجه أمير المؤمنين # في موضعه بطوله، وهل هو قبل التكبيرة أو بعدها؟ فكتب الفروع وشروح الحديث أوفى للباحث والله أعلم.
  وقد وردت أدعية مطلقة في الصلاة منها عن شدَّاد بن أوس أن النبي ÷ كان يقول في صلاته: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَلِسَانًا صَادِقًا، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ؛ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ»(١).
  قال في الكلم الطيب: هو في المسند والسنن والنسائي أن عمار بن ياسر صلى صلاة ودعا بدعوات وقال: سمعتهن من رسول الله ÷: «اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي». «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَكَلِمَةَ الْعَدْلِ وَالْحَقِّ فِي الْغَضَبِ والرضا، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيمًا لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت ... (٢)، والشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بزينة الإيمان، واجعلنا مهتدين»(٣) انتهى.
  وفي الهدي النبوي أن رسول الله ÷ كان يقول في صلاته: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي»(٤)، وقد تقدم أنه من
(١) أخرجه ابن ابي شيبة في مصنفه: (٦/ ٤٦ رقم ٢٩٣٥٨)، وأحمد في مسنده: (٢٨/ ٢٣٨ رقم ١٧١١٤)، والترمذي في سننه: (٥/ ٤٧٦ رقم ٣٤٠٧)، والنسائي في المجتبى: (٣/ ٥٤ رقم ١٣٠٤)، والطبراني في الدعاء: (١/ ٢٠١ رقم ٦٢٨).
(٢) حاشية: وذكر كلمة تركتها وأن كنت حريصًا على عدم إهمال حرف من الحديث، لكن خشية أن يفتتن بها جاهل لا يعرف التأويل وهي ذكر النظر.
(٣) ينظر: ابن القيم، الوابل الصيب من الكلم الطيب: (ص ١٠٨).
(٤) ذكره ابن قيم الجوزية في زاد المعاد في هدي خير العباد: (١/ ٢٥٤)، وأخرجه أحمد في مسنده: (٢٧/ ١٤٤ رقم ١٦٥٩٩)، والترمذي في سننه: (٥/ ٥٢٧ رقم ٣٥٠٠)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٦ رقم ٩٨٢٨)، والطبراني في الدعاء: (١/ ٢٠٩).