المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[الخلق الثاني:] الجود

صفحة 97 - الجزء 1

  والأخبار، وتتفاوت في الفضل بحسب حال النية⁣(⁣١)، والعطية⁣(⁣٢)، والوقت⁣(⁣٣)، والشخص⁣(⁣٤)، والحاجة⁣(⁣٥).

[الخلق الثاني:] الجود

  قد اختلف في معنى الجود فقيل: بذل الموجود.

  وقيل: الإنفاق بحسب التدبير؛ وهو⁣(⁣٦) ما قضى به العقل، والشرع، أو أحدهما كالواجبات ثم المندوبات وما جرت به العادات.

  وما قدمه الإنسان لنفسه فكنز موضوع لوقت حاجته.

  ومن عرف من نفسه الصبر عند الحاجة إلى الناس، أو عرف بمقتضى جري العادة أنه يقع له خَلَفٌ عما أنفق حَسُنَ منه إنفاق جميع ماله، أو بعضه، حسب ما يَعْرِفُ من حاله.

  ومن لم يعرف ذلك من نفسه، ولم يثق به، أبقى قدر كفايته، بعد إخراج الواجب، وعليه في أمر دنياه بالاقتصار على المحتاج.


(١) من حيث كانت حسنة أم لا، ومن حيث الوجوب والندب.

(٢) من حيث الكم والنوع.

(٣) من حيث الوقت الذي الحاجة فيه ملحة، فالعطية فيه أفضل مما لو كان الوقت الحاجة فيه أقل إلحاحًا.

(٤) من حيث الأَوْلى بالعطية؛ فالأقربون أولى من غيرهم، وذوي الحاجة أولى، والمؤمنون أولى، وهكذا.

(٥) من حيث شدتها؛ فمن كانت حاجته أشد فهو أولى والعطية أفضل. والله أعلم.

(٦) أي: التدبير.