المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[الخلق الأول:] النية

صفحة 96 - الجزء 1

  اللهم، ما صار من مالي وما أملكه إلى غيري بحضوري، أو بغير حضوري، برضاً مني، أو بغيره، ولم يكن لي قصد في مصيره إلى من صار إليه، ولا ثبت في معلومك أنه يعود إليَّ، أو إلى وارثي، في الدنيا، ولا عوضه، فإنه من واجب حق عليَّ من حقوقك كان أو يكون، فإن لم يكن عليّ حق، أو كان وليس من صار إليه ذلك أهلاً له، فصدقة على الآخذ، تقرباً إليك يا إلهي، وإحساناً إليه.

  وكون هذا من الإحسان والسخاء أمرٌ لا شك فيه، وإذا كان منهما فقد توارد العقل والنقل على حسنهما؛ كقوله ÷: «في كل كبد حرَّى أجر»⁣(⁣١)، وقوله ÷: «ما جُبِلَ وليُّ الله ø إلا على السخاء، وحسن الخلق»⁣(⁣٢)؛ لكن لا إحسان إلا مع حسن القصد، وألَّا يعلم المُعطِي استعانة المُعطَى بما يصير إليه على المعصية، وألّا تجحف العطية بحال المعطي، فمتى كَمُلَت الشروط في العطية فهي المرغَّبُ فيها بالآيات


(١) الإمام أحمد بن سليمان في حقائق المعرفة [٣٧٦]. وابن ماجه [٢/ ١٢١٥] رقم (٣٦٨٦)، وأحمد في مسنده [٢٩/ ١٢٦] رقم (١٧٥٨٧).

(٢) المتقي الهندي في كنز العمال [٦/ ٣٩١] رقم (١٦٢٠٦) وعزاه إلى الديلمي عن عائشة.