المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[الخلق التاسع:] مجالسة الصالحين

صفحة 109 - الجزء 1

  [من⁣(⁣١)] الأخذ منها بنصيب، وإن تعذر التمام في حقه؛ فإن القليل خير من العدم، ولو لم يمكنه إلا ساعة من يومه، أو ليله.

  وعلى الجملة⁣(⁣٢) فلتكن العزلة على ذُكْرٍ منه، وليحضر ذهنَهُ أن مخالطة الناس لا تأتي بخير في الأغلب، وأنَّ لزوم الخلوة أشفى لقلبه، وأذكر لذنبه، وأقرب إلى رضا ربه.

[من تصلح له الخلوة]

  تنبيه: هذا الذي ذكرنا من الحث على الخلوة، ولزومها، إنما هو في حق مَنْ قد أحرز من العلم الديني⁣(⁣٣) ما يحتاج إليه في دينه.

  وأما الجاهل فحاجته إلى الخلطة للتعلم أكثر منها إلى العُزلة، والله أعلم.

[الخلق التاسع:] مجالسة الصالحين

  قد تقدم ما في الخلوة من المصلحة، وأنها ربما لا تمكن، فإذا لم يتمكن منها العبد، أو لم تسعده نفسه إليها، فعليه بمجالسة أهل الصلاح؛ فإنه لا بد للمجالس أن يكتسب من قرينه ومجالِسِه،


(١) ليس في (أ): (من).

(٢) في (أ) و (ب): (وبالجملة).

(٣) وعلى رأسه: العلم بالله تعالى وبصفاته وما يجب له وما يستحيل وما يجوز، وهو المعبر عنه بأصول الدين.