المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[الخلق التاسع:] مجالسة الصالحين

صفحة 110 - الجزء 1

  ويأخذ من خلائقه وطرائقه، قصد إلى ذلك، أو لم يقصد⁣(⁣١).

  فلذلك، ينبغي أن يعمد إلى من تُرتضى خليقته، وتحمد طريقته، فيجعله قرينه وأنيسه، وخليطه وجليسه، ليكون أخذه من الطباع الحميدة، والطرائق السديدة؛ ولعل الجليس الصالح خير من الوحدة.

  وليحذر من مجالسة من لا تقوى له، ولا صلاح؛ فإن ذلك من دواعي الشر؛ قال ÷: «إنما مثل الجليس الصالح، وجليس السوء؛ كحامل المسك، ونافخ الكير⁣(⁣٢)، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد ريحاً طيباً، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة»⁣(⁣٣) رواه البخاري، ومسلم.


(١) واكتساب المُجَالِس من الجليس - أي جليس - دون قصد مما يصدقه الواقع، ولذلك يجب التنبه إليه، فالكثير من الناس غافل عنه؛ لأن التأثر يصل إلى مستوى ونوع الكلمات والألفاظ التي نتكلم بها، بل ويصل إلى إشارات الأعين وإيماءات الوجوه.

(٢) المسك: نوع من الطيب يستخرج من الغزلان، والكير آلة تصنع من الجلد يستخدمها الحداد لنفخ النار، ويحذيك: يعطيك. هي في البخاري ومسلم يحذيك - بالحاء والذال لا بالجيم والدال - قال في الصحاح: أحذيته من الغنيمة إذا أعطيته منها.

(٣) أمالي الإمام أبي طالب # [٦٧٠]، والبخاري [٣/ ٦٣] رقم (٢١٠١)، ومسلم [٤/ ٢٠٢٦] رقم [١٤٦ - (٢٦٢٨)].