[الخلق العاشر:] الصمت
  عالم ولا جاهل؛ بل قد تمكن الشيطان في التدخل من هذه الجهة، واجلب بخيله ورجله من هذه الوجوه، فيا مصيبتاه.
نفي الخواطر الرديئة
  قال تعالى - حاكياً عن الشيطان -: {ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}[الأعراف ١٧]، وعنه ÷: «ليس أحد إلا ومعه ملك، وشيطان، فلمة الملك إيعادٌ بالخير، ولمة الشيطان إيعادٌ بالشر»(١)، وعليه قوله تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء}[البقرة ٢٦٨].
  قيل: والخواطر(٢) أربعة:
  - أولها: خاطر الحق - سبحانه - يقع في القلب بلا سبب؛ فيطمئن به. ومنه نوع آخر، وهو الإلهام، وعليه [قوله تعالى]: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}[الشمس ٨].
  - وثانيها: خاطر القلب، ومنه [قوله تعالى]: {وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}[المؤمنون ٦٠]؛ أي: مطمئنة، منطلقة من الشك والريب.
(١) الإمام المرشد بالله # في الأمالي الخميسية [١/ ٤٠٥] عن عبد الله موقوفا، وأبو داوود في الزهد [١/ ١٦٤] رقم (١٦٤) عن عبد الله موقوفا، والبزار في البحر الزخار [٥/ ٣٩٤] رقم (٢٠٢٧) عنه مرفوعا. واللمة: الخَطْرَةُ تقع في القلب.
(٢) راجع الخواطر في هامش القسم الأول من المقدمة.