المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[الخلق العاشر:] الصمت

صفحة 114 - الجزء 1

  عالم ولا جاهل؛ بل قد تمكن الشيطان في التدخل من هذه الجهة، واجلب بخيله ورجله من هذه الوجوه، فيا مصيبتاه.

نفي الخواطر الرديئة

  قال تعالى - حاكياً عن الشيطان -: {ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}⁣[الأعراف ١٧]، وعنه ÷: «ليس أحد إلا ومعه ملك، وشيطان، فلمة الملك إيعادٌ بالخير، ولمة الشيطان إيعادٌ بالشر»⁣(⁣١)، وعليه قوله تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء}⁣[البقرة ٢٦٨].

  قيل: والخواطر⁣(⁣٢) أربعة:

  - أولها: خاطر الحق - سبحانه - يقع في القلب بلا سبب؛ فيطمئن به. ومنه نوع آخر، وهو الإلهام، وعليه [قوله تعالى]: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}⁣[الشمس ٨].

  - وثانيها: خاطر القلب، ومنه [قوله تعالى]: {وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}⁣[المؤمنون ٦٠]؛ أي: مطمئنة، منطلقة من الشك والريب.


(١) الإمام المرشد بالله # في الأمالي الخميسية [١/ ٤٠٥] عن عبد الله موقوفا، وأبو داوود في الزهد [١/ ١٦٤] رقم (١٦٤) عن عبد الله موقوفا، والبزار في البحر الزخار [٥/ ٣٩٤] رقم (٢٠٢٧) عنه مرفوعا. واللمة: الخَطْرَةُ تقع في القلب.

(٢) راجع الخواطر في هامش القسم الأول من المقدمة.