المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[الخلق العاشر:] الصمت

صفحة 115 - الجزء 1

  - وثالثها: خاطر الملك، وهو الذي يَثْلُجُ به قلبُ المؤمن ويطمئن؛ كما في الأثر: كان ÷ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، حين يلقاه جبريل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فَلَرسول الله ÷ حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة⁣(⁣١).

  - ورابعها: خاطر الشيطان والنفس، ولا يحدث الشيطان في القلب إلا الوسوسة؛ بأن يدعو إلى الضلالة، فإذا دعاه إلى ذنب، فدافعه العبد بالمجاهدة، دعاه إلى ذنب آخر. وله لطائف⁣(⁣٢) في الإضلال، فيضل كلا بما يليق به، والنفس توافقه، فتمني صاحبها بنحو: الأيام والأعوام كثيرة، فتعلم الآن، وعسى أن تعمل بذلك في آخر عمرك، إلى أن تأتيه المنية بغتة.

  قال بعضهم: جاءني الشيطان لما لزمت الخلوة، فقال لي: إنك رجل عالم، وعلمك بالانقطاع عن الناس يذهب، فدافعته،


(١) البخاري [١/ ٨] رقم (٦) ومسلم [٤/ ١٨٠٣] رقم [٥٠ - (٢٣٠٨)].

(٢) اللطائف: جمع لطيفة، وهي ما دقَّ وصَغُرَ، ضد ما جلَّ وكبر، والمراد: أن له - لعنه الله - مداخل إلى الإنسان صغيرة دقيقة تكاد تكون خفية يحتاج معها الإنسان أن يكون فطنا يقظا منتبها لها على الدوام؛ لئلا يأتيه اللعين من ناحيتها.