[الخلق العاشر:] الصمت
  - وثالثها: خاطر الملك، وهو الذي يَثْلُجُ به قلبُ المؤمن ويطمئن؛ كما في الأثر: كان ÷ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، حين يلقاه جبريل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فَلَرسول الله ÷ حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة(١).
  - ورابعها: خاطر الشيطان والنفس، ولا يحدث الشيطان في القلب إلا الوسوسة؛ بأن يدعو إلى الضلالة، فإذا دعاه إلى ذنب، فدافعه العبد بالمجاهدة، دعاه إلى ذنب آخر. وله لطائف(٢) في الإضلال، فيضل كلا بما يليق به، والنفس توافقه، فتمني صاحبها بنحو: الأيام والأعوام كثيرة، فتعلم الآن، وعسى أن تعمل بذلك في آخر عمرك، إلى أن تأتيه المنية بغتة.
  قال بعضهم: جاءني الشيطان لما لزمت الخلوة، فقال لي: إنك رجل عالم، وعلمك بالانقطاع عن الناس يذهب، فدافعته،
(١) البخاري [١/ ٨] رقم (٦) ومسلم [٤/ ١٨٠٣] رقم [٥٠ - (٢٣٠٨)].
(٢) اللطائف: جمع لطيفة، وهي ما دقَّ وصَغُرَ، ضد ما جلَّ وكبر، والمراد: أن له - لعنه الله - مداخل إلى الإنسان صغيرة دقيقة تكاد تكون خفية يحتاج معها الإنسان أن يكون فطنا يقظا منتبها لها على الدوام؛ لئلا يأتيه اللعين من ناحيتها.