المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[الخلق السادس عشر:] تقديم الأهم فالأهم

صفحة 126 - الجزء 1

  ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك. رواه البخاري، ورواه الترمذي، ولفظه: وقال لي: «يا ابن عمر، إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك قبل سقمك، ومن حياتك قبل موتك، فإنك لا تدري يا عبد الله، ما اسمك غداً»⁣(⁣١).

  عنه ÷ أنه قال: «هل تدرون ما هذه وهذه، ورمى بحصاتين؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «هذا الأمل، وذلك الأجل»⁣(⁣٢). رواه الترمذي.

[ومن الأهم إصلاح أمر خاصتك ثم أمر العامة]

  ولا يشتغل بأمر العامة إلا بعد صلاح أمر خاصته⁣(⁣٣)، فمتى


= رقم (١٦)، والبخاري [٨/ ٨٩] رقم (٦٤١٦)، والترمذي [٤/ ٥٦٧] رقم (٢٣٣٣).

(١) هذا بقية الحديث السابق في الحديقة والاعتبار وعند الترمذي، وليس عند البخاري.

(٢) الترمذي [٥/ ١٥٢] رقم (٢٨٧٠)

(٣) خاصتك: من اختصوا بك دون غيرك، وهم أهلك ثم أقرباؤك، قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}⁣[طه ١٣٢]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}⁣[التحريم ٦].