[الخلق السابع عشر] ترك ما لا يعني
[الخلق السابع عشر] ترك ما لا يعني
  قال ÷: «من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه»(١). وقد قيل: إن كثيرا من الأحاديث النبوية مرجعها إلى هذا الخبر؛ فهو من الكلمات الجوامع النوافع.
  واعلم أنما يفعله الإنسان ويهمُّ به لا يخلو من أحد خمسة أنواع: واجب، ومندوب، ومباح، ومكروه، ومحظور.
  فالمحظور يجب اجتنابه بكل حال، والمكروه ينبغي اجتنابه ما أمكن نحو: الأكل بالشمال، والاستنجاء باليمين.
  وأما المباح فما لم تدعُ إليه حاجة توجه عدم الاشتغال به وتضييع الوقت بفعله، وما كان فيه منه جلب نفع أو دفع مضرة، كان فعله مع قصد القربة فيه أولى؛ فما من مباح إلا وينقلب قربة عند الحاجة إليه والنية الصالحة حسبما تقدم التنبيه عليه، وحينئذ يصير مما يعنيه، لا مما لا يعنيه.
  وأما الواجب: فيتحتم الإتيان به على كل حال.
  وأما المندوب: فينبغي الإتيان به حسب الإمكان، وهو مما يعني الإنسان، وبيد الله التوفيق وهو المستعان.
(١) الترمذي [٤/ ٥٥٨] رقم (٢٣١٨) عن علي بن الحسين # مرسلا، وابن ماجه [٢/ ١٣١٥] رقم (٣٩٧٦)، ورواه الدولابي في الذرية الطاهرة عن الحسين السبط # [٨٧] رقم (١٥٢).