القسم الأول: في ذكر أمهات المعاملة وما يتصل بذلك
  وينظر إلى من فوقه في الدين فيقتدي به، وإلى من دونه في الدنيا فيأمن ازدراء نعمة الله عليه، ويكثر الشكر لله تعالى على أن فضله على غيره.
  وبالجملة: فما عرف رشده اتبعه، وما عرف قبحه اجتنبه، وما التبس عليه توقف في الحكم فيه، واجتهد في طلب معرفته، ثم يعمل بمقتضاها، وما تعارض فيه مرجح للفعل، ومرجح للترك، فليكن ميله إلى الترك كالكلام، والصمت، إلا أن يكون مرجح الفعل أقوى.
  وللأمور قرائن ودواعٍ ومرجحات من وجوه لا تنحصر، وكثير منها لا يحصل إلا بالإلهام من الله تعالى، بعد ذكره واستخارته، والتأني والرجوع إلى الشرع وأهله.
  واعلم أن كثيرا من التكاليف قد تختلف في الوجوب، والأفضلية، بحسب: الأشخاص، والأحوال، والأزمان؛ ولهذا قيل: إن طلب الثواب بالتكسب من الحلال أفضلُ من انتظار ما في أيدي الناس، إلا لأربعة: العالم، والمتعلم، والمجاهد، والعابد بالعبادات القلبية، لا البدنية؛ فهؤلاء يأخذون من أموال الله تعالى، ويُقْبِلُون على ما هم فيه.
  وقد يجب الطلب وذلك عند الضرورة.
  وقد يكون محظورًا إذا كان على وجه قبيح، أو لمعصية.