المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[القسم الأول سبب الغفلة عن الموت وعدم اختيار ما يفضي إلى السعادة الطويلة]

صفحة 19 - الجزء 1

  وعن ابن السماك، وقد قرأها: إذا كانت الأنفاس بالعدد، ولم يكن لها مدد، فما أسرع ما تنفد.

  يقال: إن أنفاس ابن آدم بين اليوم والليلة أربعة وعشرون ألف نَفَس⁣(⁣١)، في اليوم اثني عشر ألفاً، وفي الليلة اثني عشر ألفاً.

  وقريبٌ من هذه الغفلةُ⁣(⁣٢) عما بعد الموت، وعدمُ اختيار العقلاء - مع كمال عقولهم - ما يفضي⁣(⁣٣) بهم إلى السعادة الطويلة.

  قيل إن الكنز المراد به في قوله تعالى: {وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا}⁣[الكهف ٨٢]: (لوح من ذهب، مكتوب فيه: عجبت لمن يوقن بالقدر كيف يحزن!؟ وعجبت لمن يؤمن بالرزق كيف يتعب!؟ وعجبت لمن يؤمن بالموت كيف يفرح!؟ وعجبت لمن


(١) التنفس في الإنسان البالغ يشمل عمليتين: الشهيق: وهو إدخال الهواء إلى الرئتين اللتين تمتصان منه غاز (الأُكسجين)، والزفير: وهو إخراج الهواء من الرئتين اللتين تطردان معه غاز (ثاني أكسيد الكربون)، وما ذكره الإمام # مقارب لما يقوله أهل الطب إذ يقولون إن الإنسان يتنفس - أي: يشهق ويزفر - في حال الراحة من (١٦) إلى (٢٤) نفسا في الدقيقة الواحدة، ولو أخذنا المتوسط: (٢٠) نَفَسًا، فيكون تنفسه في الساعة الواحدة: (١٢٠٠) نَفَس، و (١٤٤٠٠) نفس في (١٢) ساعة (اليوم الواحد)، ومثلها في الليلة الواحدة، فيكون المجموع (٢٨٨٠٠) نفس في الـ (٢٤) ساعة. مع ملاحظة أن تنفس الأطفال المولودين حديثا يزداد عن البالغين؛ فيتراوح بين (٣٠) إلى (٤٠) تنفسا في الدقيقة الواحدة.

(٢) خبر المبتدأ: (قريب).

(٣) يفضي بهم: ينتهي بهم.