المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

القسم الثاني: [سبب غفلة العبد حال مناجاة ملك السموات والأرض]

صفحة 24 - الجزء 1

  ولا ينبغي لمؤمن أن يكره الموت؛ لقوله ÷: «تُحْفَةُ المؤمِنِ الموتُ»⁣(⁣١)، ونحوه.

القسم الثاني: [سبب غفلة العبد حال مناجاة ملك السموات والأرض]

  من المعلوم أن المنتصب لخطاب ملك من ملوك الدنيا يجمع قلبه عليه⁣(⁣٢)، ويحسن التَّودد إليه⁣(⁣٣)، ويتحرز التحرز الكلي عن أن يَفْرُطَ⁣(⁣٤) منه كلمة مستهجنة، أو التفاتة غير مستحسنة، أو ذهول عما يخاطبه به، أو يتلقاه من خطابه، وإن كان لا يخاف نقمته، ولا يرجو نعمته.

  فيا عجباه⁣(⁣٥) من منتصب لمناجاة ملك السموات والأرض،


(١) أخرجه: الإمام الموفق بالله # في الاعتبار [٢٦٠] رقم (٢٧٤)، وعبد بن حميد في المنتخب [١/ ١٣٧] رقم (٣٤٧)، والهيثمي في مجمع الزوائد [٢/ ٣٢٠] رقم (٣٨٩٧) وعزاه إلى الطبراني في الكبير، وتُحْفَةُ المؤمنِ الموتُ أَي أنه يصل به إلى ما وعده الله تعالى من الكرامة والعيش في دار المقامة، ويرتاح به من الدنيا وما فيها من المشقة والتعب.

(٢) أي: يعزم عليه، وينويه ويقصده، بمعنى: التركيز على الشيء كما نقول هذه الأيام؛ أي: أن تُرَكِّزَ على الشيء - أو على الملك في كلام الإمام - انتباهَكَ، فتجعله مركزا يجتمع عليه انتباهك دون أي شيء آخر.

(٣) التَّوَدُّدُ: التَّحَبُبُ؛ أي: فعلُ ما يُحَبِبُكَ إليه.

(٤) يَسْبِقَ منه كلام لا يليق، فيكون مستهجنا، والهُجْنَةُ من الكلام: ما يستقبح.

(٥) قوله: (فيا عجبا) من: العَجَب، والمراد هنا: الاستقباح، والتَّهَوُّلُ منه والاستغراب.