[الشروع في الإقامة]
  شيطان، فيقول له الملك: أَقْبِلْ بقلبك على ربك، ويقول له الشيطان: اذكر كذا، واعزم على كذا. فيكتب له من صلاته ما حضر قلبه فيه؛ فقد ينصرف وله من صلاته كلها: نصفها، ثلثها، ربعها، إلى عشرها. فإذا انصرف قال له الملك: لو أطعتني لكان لك كذا وكذا(١). هذا معنى الخبر، لا لفظه.
  وعنه ÷: «لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلى صَلَاةٍ لَا يُحْضِرُهَا العَبْدُ قَلْبَهُ».
  فينبغي إذا قام للتوجه أن يستفتحه بالتعوذ من الذي يتسلط عليه حال الصلاة كما ذكرنا.
  ثم يُقَدِّم على نية الصلاة إيقاظَ(٢) نفسه لعظمة من يريد
(١) روى أبو داوود في سننه [١/ ٢١١] رقم (٧٩٦) عن عمار بن ياسر: سمعت رسول الله ÷ يقول: «إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها»، وروى أبو يعلى في مسنده [٣/ ١٩٧] رقم (١٦٢٨): أَنَّ عَمَّارًا صَلَّى فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: لَقَدْ خَفَّفْتَ الصَّلَاةَ يَا أَبَا الْيَقْظَانِ، قَالَ: هَلْ رَأَيْتُنِي نَقَصْتُ مِنْ حُدُودِهَا شَيْئًا؟ شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ ÷ يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي، ثُمَّ يَنْصَرِفُ مَا كُتِبَ لَهُ إِلَّا نِصْفُهَا، ثُلُثُهَا، رُبُعُهَا، خُمُسُهَا، سُدُسُهَا، ثُمُنُهَا، تُسْعُهَا، عُشْرُهَا»، وفي جزء فيه ما انتقى أبوبكر أحمد بن موسى ابن مردويه على أبي القاسم الطبراني من حديثه لأهل البصرة أبو القاسم الطبراني [١٠٠] رقم (٤٠): صَلَّى عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ صَلَاةً خَفَّفَ فِيهَا فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ إِنِّي بَادَرْتُ الْوَسْوَاسَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ ÷ يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي الصَّلَاةَ مَا يُكْتَبُ لَهُ فِيهَا إِلَّا نِصْفُهَا ثُلُثُهَا رُبُعُهَا خُمُسُهَا سُدُسُهَا عُشُرُهَا».
(٢) مفعول: يقدِّم.