القسم الثاني: [سبب غفلة العبد حال مناجاة ملك السموات والأرض]
  مختصة لمن أَدَّيتُ له هذه العبادة، ثم يختم هذا التعظيم بأن يمتثل ما أمر به من إثبات التحية لله والصلاة، فيقول: (التَّحِيَّاتُ للهِ) أي: منه التحية، وهي السلامة، فهو السلام، ومنه السلام، (وَالصَّلَوَاتُ) وهي الرحمة، والإحسان.
  (وَالْطَّيِّبَاتُ) من النعم الدينية والدنيوية له تعالى، حاصلة من تفضله، ثم يأتي بالشهادتين متدبراً لمعناهما كما مر.
  ثم ينتقل إلى الصلاة المشروعة مكافأة له ÷ على إحسانه بإرشاد العباد فيقول: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ) أي: أكرمهم بأكرم ما تكرم به أولياءك، (وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ)؛ أي: أبْقِ تكرمتك لهم تامة مستمرة.
  (كَمَا صَلَّيْتَ، وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيْمَ) حيث جعلت لهم لسان صدق(١) في الآخرين.
  (إِنَّكَ حَمِيْدٌ) أي: محمود على نعم الدنيا والآخرة، (مَجِيْدٌ) أي: فاعلٌ ما يوجب الحمد لك، والوصف بالمجد، وهو العز والسلطان.
  ثم يريد الخروج من تلك العبادة بالتسليم فيقول: (السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله) ناويًا من أُمِرَ بالتسليم عليه من الملائكة،
(١) لسان الصدق: الذكر الحسن والثناء الجميل الناشئان عن الصلاح والاستقامة، بحيث إذا أثنِيَ عليهم لم يكن الثناء كذبًا بل يكون صدقًا؛ لأنهم كذلك وأهل لذلك.