المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع الأول: الكبر]

صفحة 37 - الجزء 1

[الفصل الأول] [في الخلائق المهلكة التي يجب تجنبها]

  في تعداد الخلائق المذمومة المهلكة التي يجب تجنبها، والذي نذكر منها ثمانية عشر نوعًا:

[النوع الأول: الكبر]

  الكبر هو: اعتقاد أن النفس تستحق من التعظيم فوق ما يستحقه غيرها اعتقاداً من غير علم.

  فيخرج اعتقاد الأنبياء، والملائكة، لذلك في حقهم؛ فإنه ليس بكبر.

  والتكبر: ما ينضم إلى هذا الاعتقاد مما يُنبئ عنه من قولٍ، أو فعلٍ، أو تركٍ.

  وأما الكبرياء: فهي استحقاق أعلى مراتب التجليل؛ فلا يوصف بها غيره تعالى.

  والكبر من القبائح الموبقة؛ لما في القرآن، والسنة، من تقبيحه، والزجر عنه وكفى بالخبر المشهور: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ»⁣(⁣١). رواه مسلم، والترمذي.

  وفي هذا الحديث: أن رجلاً قال له ÷: إن الرجل يحب أن


(١) رواه الإمام أحمد بن سليمان # في: حقائق المعرفة، وفيها: «مثقال حبة خردل»، ومسلم [١/ ٩٣] رقم [١٤٧ - (٩١)]، والترمذي [٤/ ٣٦١] رقم (١٩٩٨).