المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع الأول: الكبر]

صفحة 38 - الجزء 1

  يكون ثوبه حسناً، ونعله حسناً. قال ÷: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّالجَمَالَ؛ الكبر: بَطَرُ الحقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ»⁣(⁣١). بَطَرُ الحق: منعُهُ وردُّه. وغَمْطُ الناس - وغَمْصُهم -: احتقارهم وازدراؤهم.

  وقال ÷: «مِنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ دَرَجَةً رَفَعَهُ اللهُ دَرَجَةً، حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي عِلِّيِّينَ، وَمَنْ تَكَبَّرَ عَلَى اللهِ دَرَجَةً وَضَعْهُ اللهُ دَرَجَةً حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي أَسْفَلِ السَّافِلِينَ، وَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ يَعْمَلُ في صَخْرَةٍ صَمَّاءَ، لَيْسَ عَلَيها بَابٌ، وَلَا كُوَّةٌ، لَخَرجَ مَا غيَّبَهُ لِلنَّاسِ، كَائِنًا مَا كَانَ»⁣(⁣٢). رواه ابن ماجه، وابن حبان في صحيحه.

[صور من التكبر]

  ومن التكبر: الاستخفاف بمن لا يعلم فسقه، والترفع عن شيء مما يستحقه الوالد، أو الإمام، أو العالم، أو الزوج، من التعظيم؛ كترفع إبليس عما يستحقه آدم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، قال الله تعالى: {فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا}⁣[الأعراف: ١٣].


(١) الترمذي [٤/ ٣٦١] رقم (١٩٩٩)، وفيها: «ولكن الكبر من بطر الحق وغمص الناس»، وفي: مفتاح السعادة [١/ ٢٣٨٩]، وعزاه إلى الأمالي الخميسية، وفيها: «ولكن الكبر من سفه الحق وازدرى الناس». وسَفِهَ الحق: معناه: سَفَّهَ الحقَ؛ أي: استخفَّ به، أو معناه: جَهِلَ الحقَ فلم يره حقا، وأصل السَّفَهِ: الخفة والطيش، وقيل: الجهل، وهو قريب بعضه من بعض. [عن لسان العرب مادة: سفه].

(٢) ابن حبان [١٢/ ٤٩٢] رقم (٥٦٧٨)، بلفظ الإمام، وابن ماجه في سننه [٢/ ١٣٩٨] رقم (٤١٧٦) إلى قوله: «أسفل السافلين» دون الباقي.