[النوع الأول: الكبر]
[أمور ليست من التكبر]
  لا عن مجالسة الأرذال، والسقط، المتضمخين(١) بالقبائح، فحَسَنٌ. ولا عن الدخول في مهنة يسترذل صاحبها في تلك الجهة كالحياكة، ونحوها، في بعض النواحي؛ فـ «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ وَأَشْرَافَها، وَيَكْرَهُ سَفْسَافَها»(٢).
  وقيل: ليس منه - أيضًا - التَّحَشُّم(٣) عن دخول الأسواق، وخدمة نفسه وأهل بيته، حيث يجد من يخدمه، ويخشى بذلك استخفاف الجهلة به، لا سيما حيث في حطِّ مرتبته مفسدة، كَوَهنٍ يلحقه في أمره بمعروف، أو نهيه عن منكر؛ فإن وجد من نفسه تَرْكَ ذلك تكبراً، لا لهذه المصلحة، لزمه كسع(٤) نفسه، وإهانتها بفعل ذلك. وكذلك إن خشي الاقتداء به من جاهل،
(١) الأراذل: جمع رَذْل، وهو الدون من الناس، أو السيئ الرديء المرغوب عنه لرداءته. والسَقَطُ من الناس: أوباشهم، وهم الأخلاط المحتقرون، والمتضمخ: مَن تلطَّخَ بالشيء مع الإكثار منه، والمعنى: أن فاعل القبائح كأنه قد لطَّخ جسده بها حتى غطَّته، فغطى شره خيره، فلا يظهر منه إلا الشر.
(٢) السيد العلامة محمد بن يحيى حفظه الله تعالى في المختار من صحيح الأحاديث والآثار [١٠٣٥]، عن الأمالي الخميسية، والدولابي في الذرية الطاهرة عن الحسن بن علي [٩١] رقم (١٦٢)، والطبراني في الأوسط [٣/ ٢١٠] رقم (٢٩٤٠)، والحاكم في المستدرك [١/ ١١١] رقم (١٥١).
(٣) التحشم: الاستحياء والغضب.
(٤) الكَسْعُ: الضرب باليد أو الرِّجْل على دبر إنسان أو شيء. [لسان]. والمراد بكسع النفس: أن يردَّها عن غيِّها بنوعٍ من الإهانة.