[النوع الأول: الكبر]
  يترفع عن ذلك لا لمصلحة، بل استعظامًا لنفسه.
  قلت: وفي هذه الجملة نظر؛ ووجهه: أن الله سبحانه أخبر بسقوط مرتبة نبيئه ÷ عند المشركين بسبب دخوله الأسواق(١)، ولم يكن ذلك حاملاً له على ترفعه عنه، مع أنه أحوج الناس إلى عدم سقوط المرتبة(٢)؛ لأن الجهلة لا اعتبار بهم، ولا نظر إليهم.
[صور لا يقبح فيها التكبر والضابط فيها]
  تنبيه: ليس بقبيح التكبر على ذوي التكبر؛ لقوله تعالى: {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}[التوبة ١٢٣]، وقول عليٍّ #: (التَّكَبُرُ عَلَى ذَوِي التَّكَبُرِ تَوَاضُعٌ عِنْدَ اللهِ).
  قيل: ولا منه مدح النفس بما فيها لا على وجه الافتخار، بل لإظهار نعمة الله عليها، أو ليُهتدى بهديها، أو لئلا يستخف بها، ما لم يصدر ذلك عن الاعتقاد المذكور في حقيقة الكبر، والأعمال بالنيات.
(١) في قوله تعالى: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً}[الفرقان ٧].
(٢) في (أ) بعد هذا: (اللهم إلا أن يقال: لا اعتداد باعتراضهم لأنهم لا يزالون طاعنين عليه مطلقاً سواء تحشم أم لا، فلا إشكال)، وفي (ب): (إلا أن الجهلة لا اعتبار بهم ولا نظر إليهم).