[النوع الثالث:] الرياء
  سَمَّعَ اللهُ بِهِ، ومَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللهُ بِهِ»(١). رواه البخاري.
  وقوله ÷: «مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ طَمَسَ اللهُ وَجْهَهُ، وَمَحَقَ ذِكْرَهُ، وأَثْبَتَ اسْمَهُ في النَّارِ»(٢). رواه الطبراني.
  والإجماع منعقد عليه.
[في الإخلاص وما يشترط فيه وما لا يشترط]
  تنبيه: ليس من شرط الإخلاص في العبادة كراهة الثناء عليها، وكراهة أن يطلع عليها بل الشرط ألا يريدهما(٣) فالإخلاص: فعل الطاعة، أو ترك المعصية، للوجه المشروع، غيرَ مريدٍ للثناء على ذلك.
  نعم، فإن فَعَلَ الطاعة، أو تَرَكَ المعصية، غيرَ مريدٍ أن يراها غيره فيثني عليه، فهو مخلص قطعاً، سيما إذا اجتهد في الكتمان،
(١) روى الإمام المرشد بالله # في الأمالي الخميسية [٢/ ٤٣٠]: «من سمع الناس بعلمه، سمع الله به سامع خلقه، وحقره وصغره»، والموفق بالله # في الاعتبار [١٢٦]: «إن مثل من يُعَلِّم الناس الخير وينسى نفسه، كمثل المصباح الذي يضيء للناس ويحرق نفسه، ومن راءى الناس بعلمه راءى اللّه به يوم القيامة، ومن سمع الناس بعلمه سمع اللّه به في يوم القيامة»، والبخاري [٨/ ١٠٤] رقم (٦٤٩٩) ومسلم [٤/ ٢٢٨٩] رقم [٤٧ - (٢٩٨٦)].
(٢) رواه في مفتاح السعادة [١/ ٢٦٥٦] وعزاه إلى الأمالي الخميسية. وأخرجه الطبراني في الكبير [٢/ ٢٦٨] رقم (٢١٢٨)، والمتقي الهندي في كنز العمال [٣/ ٢٢٧] رقم (٦٢٧٥) وعزاه إلى أبي نعيم. محق ذكره: أذهب ذكره.
(٣) يعني: أن المطلوب أمران: ألا تريد الثناء على الطاعة، وألا تريد أن يطلع عليها غيرك، وليس المطلوب أن تكره الثناء وتكره الاطلاع عليها.