المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع الثالث:] الرياء

صفحة 46 - الجزء 1

[النوع الثالث:] الرياء

  لغةً: فعلُ أمرٍ مستحسنٍ، ليراه غيره عليه، طلباً للثناء، أو غيره من تورية⁣(⁣١)، أو نحوها.

  وشرعًا: فعلُ طاعةٍ، أو تركُ معصيةٍ، لحصولِ غرضٍ دنيوي، ثناء أو غيره.

  ولا فرق بين أن يريد مع ذلك التقرب إلى الله تعالى، أو لا؛ بدليل قوله ÷، لمن سأله عن قصد مجموع الأمرين: «لَا شَرِيكَ للهِ في عِبَادَتِهِ». وقال رجل: يا رسول الله، إني أقف الموقف أريد وجه الله تعالى، وأريد أن يرى الناس موطني. فلم يردّ عليه ÷، حتى نزل قوله تعالى: {وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}⁣(⁣٢) [الكهف: ١١٠].

  والقرآن العظيم مصرح بتحريمه، وتوبيخ صاحبه، وكذلك السنة النبوية.

  والأحاديث في ذلك واسعة؛ كقوله ÷: «مَنْ سَمَّعَ


(١) التورية: الستر، ولعل المعنى: أن الإنسان يطلب بفعله الأمرَ سَتْرَ شيءٍ لا يريده أن يظهر.

(٢) المختار من صحيح الأحاديث والآثار للسيد العلامة محمد بن يحيى حفظه الله تعالى [٩٨٨] بلفظ: جاء رجلٌ إلى النبي ÷، فقال: يا رسول الله: إني أعمل العمل أسره، فيطلع عليه، فيعجبني، فنزلت: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}⁣[الكهف ١١٠]، وعزاه إلى الأمالي الخميسية عن أمير المؤمنين ~ والحاكم في المستدرك [٢/ ١٢٢] رقم (٢٥٢٧).