المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع السادس:] الحسد

صفحة 55 - الجزء 1

  ويُحمل ما ورد من الزجر عن رفع البنيان على ما قُصِدَ به المكاثرة، والمفاخرة، لا ما كان لمجرد التجمل؛ فقد فعله كثير من الصحابة، والتابعين، وصالحي العلماء كالزبير، وابن المبارك، ومحمد بن الحسن؛ لكن، لا شك أن الأولى الترك، خاصة ممن يُقتدى به؛ فإن ذلك من بواعث دواعي الحرص على الدنيا وملاذها، فيقع الاشتغال عن الآخرة، والسعي لها، وهي البغية المقصودة، ولظواهر أحاديث تقتضي التحريم، وأقل أحوالها الكراهة.

[النوع السادس:] الحسد

  هو كراهة وصول النعم أو بقائها لا لوجه يقتضي ذلك من عداوة، أو غيرها.

  ومن ذلك: الحسد على ارتفاع شأن الغير أو حسن الثناء عليه؛ فإنه من النعم.

  وهو محرم شرعًا بالإجماع، وبالنص كقوله ÷: «إياكم والحسد، فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب»⁣(⁣١). رواه رزين، وأبو داوود. وقوله ÷: «ليس مني ذو حسد، ولا نميمة، ولا كهانة، ولا أنا منه»⁣(⁣٢). رواه الطبراني.


(١) رواه الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة بلفظ: «الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النّار الحطب»، والمنصور بالله # في شرح الرسالة الناصحة [١/ ٥٤٥] دون: «إياكم والحسد»، وأبو داوود [٤/ ٢٧٦] برقم (٤٩٠٣)، وابن ماجه [٢/ ١٤٠٨] برقم (٤٢١٠).

(٢) كنز العمال للمتقي الهندي [٣/ ٤٦٢] برقم (٧٤٤٥) وعزاه إلى الطبراني.