المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع الثامن:] ظن السوء

صفحة 59 - الجزء 1

  والإجماع منعقد على قبح هذا الظن، وعلى وجوب التأويل ما أمكن، ويدل على وجوبه قوله تعالى: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ} الآية [النور ١٢]؛ إذ لا يمكن ظن الخير بغير تأويل، وما ورد عنه ÷ مما معناه أنه إذا رأى المؤمن أخاه على خصلة مستنكرة تأول له إلى نيف وسبعين تأويلًا.

  وهو أحد موجبات الغل، ومدافعته واجبة، فإن ألَحَّ القلب، وأبى أن ينتهي عنه، وجبت عليه مباحثة مَن ظن به السوء؛ ليحصل أحد المخالص:

  · إما اعترافه وتوبته، فيهديه الله على يديه، وهو خير له مما طلعت عليه الشمس.

  · وإما اعترافه وتمرده، فيخرج عن خطر الظن عن غير تحقيق إلى العلم اليقين الذي لا خطر فيه.

  · وإما انكشاف كذب تلك الأمارة الموجبة لسوء الظن.

  وإذا اعتذر المظنون به السوء، وأنكر فليس يسوغ تكذيبه إلا بيقين، فالمؤمن إذا قال صَدَق، وإذا قيل له صَدَّق؛ ويدل عليه: {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ}⁣[التوبة ٦١].

[في إقالة عثرة المؤمن وستر زلته]

  تنبيه: على المؤمن إذا عثر من أخيه على زلة أن يسترها، ولا يذيعها؛ لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا} الآية. [النور ١٩].