المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع التاسع:] موالاة أعداء الله، ومعاداة أولياء الله

صفحة 63 - الجزء 1

  فقد بارز الله بالمحاربة»⁣(⁣١).

[في تقسيم الموالاة والمعاداة]

  تنبيه: اعلم أن الموالاة، والمعاداة: قد يكونان دينيتين كأن يوالي الغير لكونه ولياً لله، ويعاديه لكونه عدواً لله.

  وإن لم يكونا كذلك فدنيويتان نحو: أن تحب له الخيرَ لقرابةٍ، أو نفع منه، والشرَّ لمضرة صدرت منه، أو نحو ذلك.

  والمحرم في حق أعداء الله من كافر، أو فاسق، هو الموالاة الدينية فقط وتجوز الدنيوية، إلا ما حظره الشرع منها:

  · من تعظيم بقولٍ، أو فعلٍ؛ لقوله تعالى: {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}⁣[التوبة ١٢٣]، وكالمشي إليهم على جهة التعظيم، لا لحاجة فيجوز.

  · وكالدعاء لهم بخير الآخرة⁣(⁣٢)؛ لا بخير الدنيا فيجوز، إلا طول البقاء.


(١) أمالي الإمام أبي طالب [٥٤٩] رقم (٧٦٧) مِن حديث بلفظ: «يقول الله ø: من أهان لي وليا فقد برز لمحاربتي»، وأخرجه ابن ماجه [٢/ ١٣٢٠] رقم (٣٩٨٩)، المعجم الكبير للطبراني [٢٠/ ١٢٣] رقم (٣٢١)، والحاكم في المستدرك [١/ ٤٤] رقم (٤) وصححه الذهبي، والطحاوي في شرح مشكل الآثار [٥/ ٤٨] رقم (١٧٩٨).

(٢) كأن يغفر لهم الله تعالى، أو يرحمهم، أو يرضى عنهم، فلا يجوز، قال تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ}⁣[التوبة ١١٤].