المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع التاسع:] موالاة أعداء الله، ومعاداة أولياء الله

صفحة 62 - الجزء 1

  عظيم، وأصل من أصول الإيمان)⁣(⁣١)، وقال | في قوله تعالى في تلك الآية: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ}، يعني: أنه منسلخ من ولاية الله رأسًا، وهذا أمر معقول؛ فإن موالاة الولي، وموالاة عدوه، أمران متنافيان، قال الشاعر:

  تود عَدُوِّيْ ثُمَّ تَزْعُمُ أَنَّنِي ... صَدِيقَكَ ليسَ النَّوْكُ عَنْكَ بِعَازِبِ⁣(⁣٢)

[معاداة أولياء الله]

  وأما الثاني - وهو معاداة أولياء الله - فناهيك بها خطة شنيعة، وخليقة فظيعة⁣(⁣٣)، وقد ورد عنه ÷: «لا يكون المؤمن مؤمنًا حتى يرى لأخيه المؤمن ما يرى لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه» أو كما قال⁣(⁣٤).

  وعنه ÷ من حديث طويل، رواه معاذ، وأخرجه: ابن ماجه، والحاكم وقال صحيح: «ألا ومن عادى أولياء الله


(١) الكشاف للزمخشري [١/ ٣٨٠] تفسير آل عمران.

(٢) الكشاف للزمخشري [١/ ٣٨٠]، تفسير آل عمران، الآية (٢٨). والنوك: الحمق، وعازب: بعيد غائب.

(٣) الخطة: الطريقة، والخليقة: الخُلُق.

(٤) الأمالي الخميسية للإمام المرشد بالله # [٢/ ٢٦٩] بلفظ: «لا يؤمن العبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، والبخاري [١/ ١٢] رقم (١٣) بلفظ: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، ومسلم [١/ ٦٧] رقم [٧١ - (٤٥)].