[النوع التاسع:] موالاة أعداء الله، ومعاداة أولياء الله
  عظيم، وأصل من أصول الإيمان)(١)، وقال | في قوله تعالى في تلك الآية: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ}، يعني: أنه منسلخ من ولاية الله رأسًا، وهذا أمر معقول؛ فإن موالاة الولي، وموالاة عدوه، أمران متنافيان، قال الشاعر:
  تود عَدُوِّيْ ثُمَّ تَزْعُمُ أَنَّنِي ... صَدِيقَكَ ليسَ النَّوْكُ عَنْكَ بِعَازِبِ(٢)
[معاداة أولياء الله]
  وأما الثاني - وهو معاداة أولياء الله - فناهيك بها خطة شنيعة، وخليقة فظيعة(٣)، وقد ورد عنه ÷: «لا يكون المؤمن مؤمنًا حتى يرى لأخيه المؤمن ما يرى لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه» أو كما قال(٤).
  وعنه ÷ من حديث طويل، رواه معاذ، وأخرجه: ابن ماجه، والحاكم وقال صحيح: «ألا ومن عادى أولياء الله
(١) الكشاف للزمخشري [١/ ٣٨٠] تفسير آل عمران.
(٢) الكشاف للزمخشري [١/ ٣٨٠]، تفسير آل عمران، الآية (٢٨). والنوك: الحمق، وعازب: بعيد غائب.
(٣) الخطة: الطريقة، والخليقة: الخُلُق.
(٤) الأمالي الخميسية للإمام المرشد بالله # [٢/ ٢٦٩] بلفظ: «لا يؤمن العبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، والبخاري [١/ ١٢] رقم (١٣) بلفظ: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، ومسلم [١/ ٦٧] رقم [٧١ - (٤٥)].