المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[الفصل الأول] [في الخلائق المهلكة التي يجب تجنبها]

صفحة 72 - الجزء 1

  نعم، أما إتيانهم لمجرد وعظ، أو تذكير، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، ونحوه، فلا إشكال في حسنه؛ فإنه ÷ أتى أبا جهل إلى داره ليأمره بإيفاء غريمه⁣(⁣١).


= الوليد مبارزة يوم بدر، وشرك حمزة في قتل جدك عتبة، وأوحدك من أخيك حنظلة في مقام واحد؟ وأما أنت يا مغيرة، فلم تكن بخليق أن تقع في هذا وشبهه، وإنما مثلك مثل البعوضة إذ قالت للنخلة: استمسكي، فإني طائرة عنك، فقالت النخلة: وهل علمت بك واقعة علي فأعلم بك طائرة عني! والله ما نشعر بعداوتك إيانا، ولا اغتممنا إذ علمنا بها، ولا يشق علينا كلامك، وإن حد الله في الزنا لثابت عليك، ولقد درأ عمر عنك حقاً الله سائله عنه، ولقد سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: هل ينظر الرجل إلى المرأة يريد أن يتزوجها؟ فقال: «لا بأس بذلك يا مغيرة ما لم ينوِ الزنا»، لعلمه بأنك زان. وأما فخركم علينا بالإمارة، فإن الله تعالى يقول: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا}. ثم قام الحسن فنفض ثوبه، وانصرف) [شرح النهج لابن أبي الحديد [٦/ ٢٨٥ - ٢٩٤].

(١) والقصة تذكر في معجزاته ÷، وهي: (قال يهودي لأمير المؤمنين #: إن موسى بن عمران قد أعطي العصا فكان ثعباناً، فقال له علي #: لقد كان ذلك، ومحمد ÷ أعطي ما هو أفضل من هذا، إن رجلاً كان يطالب أبا جهل بن هشام بدينٍ كان له عنده، فلم يقدر عليه، واشتغل عنه، وجلس يشرب، فقال له بعض المستهزئين: من تطلب؟ فقال: عمرو بن هشام - يعني أبا جهل - ولي عنده دين، قالوا: فندلك على من يستخرج حقك؟ قال: نعم، فدلوه على النبيء ÷، وكان أبو جهل يقول: ليت لمحمد إليَّ حاجة، فأسخر به وأرده، فأتى الرجل النبيء ÷، فقال: يا محمد، بلغني أن بينك وبين أبي الحكم حسبًا، فأنا استشفع بك إليه، فقام رسول الله ÷، فأتاه، فقال له: قم فأدِّ إلى الرجل حقه، فقام مسرعاً حتى أدى إليه حقه، فلما رجع إلى مجلسه، قال له بعض أصحابه: كل ذلك فَرَقاً [أي: خوفا] من محمد، قال: ويحكم اعذروني إنه لما أقبل إليَّ رأيت عن يمينه ثمانية بأيديهم حرابٌ =