المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[الفصل الأول] [في الخلائق المهلكة التي يجب تجنبها]

صفحة 71 - الجزء 1


= فبعث إليك ابن عباس، فوجدك تأكل، ثم بعثه إليك مرة أخرى فوجدك تأكل، فدعا عليك الرسول بجوعك ونهمك إلى أن تموت. وأنتم أيها الرهط: نشدتكم الله، ألا تعلمون أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ لعن أبا سفيان في سبعة مواطن لا تستطيعون ردها؟ ...). وذكر المواطن السبعة، ثم قال: (وأما أنت يا ابن العاص، فإن أمرك مشترك، وضعتك أمك مجهولا، من عهر وسفاح، فيك أربعة من قريش، فغلب عليك جزارها، ألأمهم حسبا، وأخبثهم منصبا، ثم قام أبوك فقال: أنا شانئ محمد الأبتر، فأنزل الله فيه ما أنزل. وقاتلت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ في جميع المشاهد، وهجوته وآذيته بمكة، وكدته كيدك كله، وكنت من أشد الناس له تكذيبا وعداوة، ثم خرجت تريد النجاشي مع أصحاب السفينة، لتأتي بجعفر وأصحابه إلى أهل مكة، فلما أخطأك ما رجوت، ورجعك الله خائبا، وأكذبك واشيا، جعلت حدك على صاحبك عمارة بن الوليد، فوشيت به إلى النجاشي، حسدا لما ارتكب مع حليلتك، ففضحك الله، وفضح صاحبك، فأنت عدو بني هاشم في الجاهلية والإسلام، ثم إنك تعلم وكل هؤلاء الرهط يعلمون أنك هجوت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بسبعين بيتا من الشعر، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: «اللهم إني لا أقول الشعر ولا ينبغي لي، اللهم العنه بكل حرف ألف لعنة»، فعليك إذاً من الله ما لا يحصى من اللعن ...)، إلى أن قال: (وأما أنت يا وليد، فوالله ما ألومك على بغض علي وقد جلدك ثمانين في الخمر، وقتل أباك بين يدي رسول الله صبرا، وأنت الذي سماه الله الفاسق، وسمى عليا المؤمن، حيث تفاخرتما فقلت له: اسكت يا علي، فأنا أشجع منك جنانا، وأطول منك لسانا، فقال لك علي: اسكت يا وليد، فأنا مؤمن وأنت فاسق، فأنزل الله تعالى في موافقة قوله: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون}، ثم أنزل فيك على موافقة قوله أيضا: {إن جاء كم فاسق بنبأ فتبينوا} ...) إلى أن قال: (وأما أنت يا عتبة، فوالله ما أنت بحصيف فأجيبك، ولا عاقل فأحاورك وأعاتبك، وما عندك خير يرجى، ولا شر يتقى، وما عقلك وعقل أمتك إلا سواء، وما يضر عليا لو سببته على رءوس الأشهاد! وأما وعيدك إياي بالقتل فهلا قتلت اللحياني إذ وجدته على فراشك ...) إلى أن قال: (وكيف ألومك على بغض علي، وقد قتل خالك =