[النوع الثالث عشر:] محبة الجاه والشهرة
  ترفع شخصك لتذكر، تعلم واكتم، واصمت تسلم، تسرّ الأبرار، وتغيظ الكفار)(١).
  وذمُّ الشهرة مدحٌ للخمول، وتنبيهٌ على فضله، ويدل عليه ما روي عنه ÷: «رُب أشعث أغبر ذي طِمْرَين، لا يؤبه له، لو أَقسَمَ على الله لأَبَرَّهُ»(٢). وعنه ÷: «إن من أمتي [من] لو أتى أحدَكم يسأله ديناراً لم يعطه إياه، ولو سأله درهماً لم يعطه إياه، ولو سأله فلساً لم يعطه إياه، ولو سأل الله تعالى [الجنة] لأعطاه إياها، ولو سأله الدنيا لم يعطه إياها، وما منعه إياها لهوانه عليه»(٣).
  وكفى بهذا الحديث مزهداً في حب الجاه، ومرغباً في مجانبته وكفى في الترهيب عنه بما روي عنه ÷: «حب الجاه والمال ينبتان النفاق في القلب، كما ينبت الماء البقل»(٤).
(١) شرح النهج لابن أبي الحديد [٢/ ١٨١] فصل في ذكر الآيات والأخبار الواردة في ذم الرياء والشهرة.
(٢) الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية، في الحديث الثامن والعشرون. والترمذي [٥/ ٦٩٢] برقم (٣٨٥٤)، وأحمد في مسنده [١٩/ ٤٥٩] برقم (١٢٤٧٦). والطِمْران: مثنى طِمْر، وهو الثوب البالي. لا يُؤْبَهُ له: لا يُفطن له ولا يُهْتَمُّ بأمره.
(٣) الطبراني في الأوسط [٧/ ٢٩٨] برقم (٧٥٤٨)، بلفظ: «إن من أمتي من لو جاء أحدكم فسأله دينارا لم يعطه، ولو سأله درهما لم يعطه، ولو سأله فلسا لم يعطه، ولو سأل الله الجنة لأعطاه إياها، ذو طمرين، لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره».
(٤) الغزالي في إحياء علوم الدين [٣/ ٢٧٨].