المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع الثامن عشر:] الجزع

صفحة 91 - الجزء 1

  وإما فرح لموجب مباح، أو مندوب، أو نعمة حصلت؛ فلا إثم فيها، ولا في النظر إليها.

  ومن هذا القبيل: التدفيف المباح في الأعياد، والعرسات، والذي يعتاد من اللعب بالخيل، وشبهه، لنصر المحقين.

  وقد روي عن عدة من الصحابة أن الرجل كان يَحْجِل عند حصول مسرة له ببشرى تبلغه⁣(⁣١)، وهو نوع لعب عند فرح، وينبه على جوازه: قوله تعالى: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ}⁣[الروم ٤ - ٥].

[النوع الثامن عشر:] الجزع

  هو: الغم الذي يقترن به فعلٌ كخمشِ وجهٍ، وشقِّ جيبٍ⁣(⁣٢)، وكسرِ سلاحٍ، وعقرِ بهيمةٍ، ورفعِ صوتٍ.


(١) روى أحمد - وغيره - في مسنده [١٢/ ٤٥٠] رقم (٧٤٨٠) أنه ÷ لما قال لأمير المؤمنين ~: «أنت مني وأنا منك»، قام فحَجَلَ، ولما قال لجعفر الطيار #: «أنت أشبهت خلقي وخلقي»، فقام فَحَجَلَ، ولما قال لزيد |: «أنت مولاي»، قام فحجل. والحجل: رفع رِجلٍ، والقفز على الأخرى لحصول مسرة.

(٢) الخمش: الخدْشُ فِي الْوَجْهِ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي سَائِرِ الْجَسَدَ. والجيب: قد يطلق على الصدر قال تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}⁣[النور ٣١]، أي: على صدورهن، وهو هنا بمعنى: ما يغطي الصدر، وشقه: شقّ ما يغطي الصدر من قميص أو نحوه.