[النوع الثامن عشر:] الجزع
  وإما فرح لموجب مباح، أو مندوب، أو نعمة حصلت؛ فلا إثم فيها، ولا في النظر إليها.
  ومن هذا القبيل: التدفيف المباح في الأعياد، والعرسات، والذي يعتاد من اللعب بالخيل، وشبهه، لنصر المحقين.
  وقد روي عن عدة من الصحابة أن الرجل كان يَحْجِل عند حصول مسرة له ببشرى تبلغه(١)، وهو نوع لعب عند فرح، وينبه على جوازه: قوله تعالى: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ}[الروم ٤ - ٥].
[النوع الثامن عشر:] الجزع
  هو: الغم الذي يقترن به فعلٌ كخمشِ وجهٍ، وشقِّ جيبٍ(٢)، وكسرِ سلاحٍ، وعقرِ بهيمةٍ، ورفعِ صوتٍ.
(١) روى أحمد - وغيره - في مسنده [١٢/ ٤٥٠] رقم (٧٤٨٠) أنه ÷ لما قال لأمير المؤمنين ~: «أنت مني وأنا منك»، قام فحَجَلَ، ولما قال لجعفر الطيار #: «أنت أشبهت خلقي وخلقي»، فقام فَحَجَلَ، ولما قال لزيد |: «أنت مولاي»، قام فحجل. والحجل: رفع رِجلٍ، والقفز على الأخرى لحصول مسرة.
(٢) الخمش: الخدْشُ فِي الْوَجْهِ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي سَائِرِ الْجَسَدَ. والجيب: قد يطلق على الصدر قال تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}[النور ٣١]، أي: على صدورهن، وهو هنا بمعنى: ما يغطي الصدر، وشقه: شقّ ما يغطي الصدر من قميص أو نحوه.