المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[الخلق الأول:] النية

صفحة 95 - الجزء 1

  جعله قربة بمثل هذه النيات، فـ «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى»⁣(⁣١).

  وإن أمكن استحضار النية الحسنة الكاملة في المندوبات، والمباحات، على سبيل التفصيل، عند كلِّ فعلٍ، فهو أتمُّ وأفضلُ، وإلا فعلى سبيل الجملة، ولو قبل وقت الفعل، على ما ذكره بعض العلماء - رحمهم الله -، ففيه خير كثير.

  وأما الواجبات فنيَّاتها واجبة لازمة، لا بد منها.

  ولا ينبغي أن ينوي العبد فيما فعله مجرد حصول الثواب، والهرب من العقاب؛ فإن هذه النية لا تجزيه، ولا تطابق مراد ربه، ولا ترضيه، بل تكون صفة نيته كما تقدم، ثم ليعلم أن الثواب حاصل لا محالة عندها، والعقاب منتفٍ لكن بشرط القبول، فليجتهد فيما يحصل به القبول من الإخلاص، وتجنب المحبطات.

فائدة: [في حسن النية فيما يفوت من المال وكونه من السخاء]

  ينبغي للإنسان حسن النية فيما يفوت من ماله، بعلمه، وبغير علمه، والمستحسن له أن ينوي بقلبه - ولا بأس أن يجريه على لسانه وينطق به - ما حاصله:


= بها الفعل القبيح كمن سرق مال الغير ليَسُدّ به فاقةَ الفقر، أو يواسي به المحتاجين، ومعلوم أن ذلك لايفيد). [الفتاوى باب الاستجمار].

(١) البخاري [١/ ٦] رقم (١)، ومسلم [٣/ ١٥١٥] رقم [١٥٥ - (١٩٠٧)].