(44) شرح إعراب سورة حم (الدخان)
  النون تخفيفا، ومن يحذف النون لالتقاء الساكنين نصب العذاب {قَلِيلاً} نصب؛ لأنه نعت لظرف أو لمصدر. قال أحمد بن يحيى: إنكم عائدون إلى الشرك. وقيل إلى عذاب الآخرة.
  {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ ١٦ وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ١٧}
  {يَوْمَ نَبْطِشُ} منصوب بمعنى اذكروا، ولا يجوز أن يكون منصوبا بمنتقمين؛ لأن «أنّ» لا يجوز فيها مثل هذا. وقرأ أبو جعفر وطلحة {يَوْمَ نَبْطِشُ}(١) وهي لغة معروفة وقراءة أبي رجاء {يَوْمَ نَبْطِشُ}(٢) بضم النون وكسر الطاء على حذف المفعول. يقال: بطش وأبطشه. قال أحمد بن يحيى: {وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ} أي عند ربه جلّ وعزّ، قال: وقال «كريم» من قومه.
  {أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ١٨}
  {أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ} «أن» في موضع نصب والمعنى بأن ونصبت «عباد الله» بوقوع الفعل عليهم أي سلّموا إلى عباد الله أي اطلقوهم من العذاب ويجوز أن تنصب عباد الله على النداء المضاف، ويكون المعنى: أن أدّوا إليّ ما أمركم الله ø به يا عباد الله.
  {وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ ١٩}
  {وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ} معطوفة على «أن» الأولى {إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ} قال أبو إسحاق: أي بحجّة واضحة بيّنة أني نبيّ.
  {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ ٢٠ وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ ٢١}
  {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ} ويجوز إدغام الذال في التاء لقربها منها وأن التاء مهموسة {أَنْ تَرْجُمُونِ} قال الضحاك: أي أن تشتموني وحذفت الياء؛ لأنها رأس آية، وكذا {فَاعْتَزِلُونِ}.
  {فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ ٢٢}
  من قال: إنّ هؤلاء فالمعنى عنده قال: إنّ هؤلاء.
  {فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ٢٣}
  {فَأَسْرِ بِعِبادِي} من سرى، ومن قال: أسرى قال: فأسر {لَيْلاً} ظرف.
  {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ ٢٤}
  {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً} على الحال. قال محمد بن يزيد: يقال: عيش راه خفض وادع
(١) و (٢) انظر البحر المحيط ٨/ ٣٥.