إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(68) شرح إعراب سورة ن (القلم)

صفحة 7 - الجزء 5

  {عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ ١٣}

  {عُتُلٍ} قال أهل التأويل منهم أبو رزين والشعبي: العتلّ الشديد، وقال الفراء: أي شديد الخصومة بالباطل، وقال غيره: هو شديد الكفر الجافي وجمعه عتالّ. {بَعْدَ ذلِكَ} قيل: أي مع ذلك. {زَنِيمٍ} نعت أيضا.

  {أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ ١٤}

  {أَنْ} في موضع نصب أي بأن كان، وقرأ الحسن وأبو جعفر وحمزة «أأن كان ذا مال وبنين»⁣(⁣١) قال أبو جعفر: هذا على التوبيخ أي الآن كان ذا مال وبنين يكفر أو تطيعه.

  {إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ١٥}

  استهزاء وإنكارا.

  {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ١٦}

  قال أبو جعفر: قد ذكرنا فيه أقوالا منها ما رواه معمر عن قتادة قال: على أنفه ومما يذكره أن سعيدا روى عن قتادة {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ١٦} قال شين لا يفارقه، وهذا من أحسن ما قيل فيه أي سنبيّن أمره ونشهره حتى يتبيّن ذلك ويكون بمنزلة الموسوم على أنفه على أنه قد روي عن ابن عباس {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} قال: قاتل يوم بدر فضرب بسيف ضربة فكانت سمة له.

  {إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ ١٧}

  {إِنَّا بَلَوْناهُمْ} أي تعبّدناهم بالشكر على النّعم وإعطاء الفقراء حقوقهم التي أوجبناها في أموالهم. {كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ}. قال ابن عباس: هم أهل كتاب {إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها} أي ليجذنّها. والجذاذ القطع ومنه صرم فلان فينا وسيف صارم. {مُصْبِحِينَ} نصب على الحال. وأصبح دخل في الإصباح.

  {وَلا يَسْتَثْنُونَ ١٨}

  ولا يقولون: إن شاء الله فذمّوا بهذا؛ لأن الإنسان إذا قال: لأفعلنّ كذا لم يأمن أن يصرم عن ذلك فيكون كاذبا فعليه أن يقول إن شاء الله.

  {فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ ١٩}

  قيل: أرسلت عليها نار فأحرقت حروثهم. {وَهُمْ نائِمُونَ} في موضع الحال.


(١) انظر تيسير الداني ١٧٣ (وهذه قراءة أبي بكر أيضا، وقراءة ابن عامر بهمزة ومدّة، وابن زكوان في المدّ، والباقون بهمزة واحدة مفتوحة على الخبر).