(3) شرح إعراب سورة آل عمران
  {ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ ١٨٢}
  {ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} حذفت الضمة من الياء لثقلها.
  {الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ١٨٣}
  {الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنا} في موضع خفض بدلا من الذين في قوله {لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا}[آية: ١٨١] {أَلَّا نُؤْمِنَ} في موضع نصب. قال الملهم صاحب الأخفش من أدغم بغنّة كتب أن لا منفصلا ومن أدغم بغير غنّة كتب ألّا متصلا وقيل بل يكتب منفصلا لأنها «أن» دخلت عليها «لا» وقيل: من نصب الفعل كتبها متصلة ومن رفع كتبها منفصلة {حَتَّى يَأْتِيَنا} نصب بحتى. وقرأ عيسى بن عمر {بِقُرْبانٍ}(١) بضم الراء. إن جمعت قربانا قلت: قرابين وقرابنة. {قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي} على تذكير الجميع أي جاء أوائلكم وإذا جاء أوائلهم فقد جاءهم. {بِالْبَيِّناتِ} بالآيات المعجزات {وَبِالَّذِي قُلْتُمْ} بالقربان. {فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} أي إن كنتم صادقين إن الله جلّ وعزّ عهد إليكم ألّا تؤمنوا حتى تؤتوا بقربان تأكله النار.
  {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِير ١٨٤}
  {فَإِنْ كَذَّبُوكَ} شرط {فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ} جوابه فهذا تعزية له ﷺ.
  {كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ ١٨٥}
  {كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ} ابتداء وخبر. {وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ} «ما» كافة ولا يجوز أن تكون بمعنى الذي ولو كان ذلك لقلت: أجوركم فرفعت على خبر «إن» وفرقت بين الصلة والموصول. {وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ} ابتداء وخبر أي أنها فانية فهي بمنزلة ما يغر ويخدع.
  {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ١٨٦}
  {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَ} لا ما قسم فإن قيل: لم ثبتت الواو في «لتبلونّ» وحذفت من «لتسمعنّ»؟ فالجواب أنّ الواو في لتبلونّ قبلها فتحة فحركت
(١) انظر المحتسب ١/ ١٧٧، والبحر المحيط ٣/ ١٣٨.