إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(3) شرح إعراب سورة آل عمران

صفحة 193 - الجزء 1

  لالتقاء الساكنين ولم يجز حذفها لأنه ليس قبلها ما يدلّ عليها وحذفت في ولتسمعنّ لأن قبلها ما يدلّ عليها ولا يجوز همز الواو في لتبلونّ لأن حركتها عارضة.

  {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ ١٨٧}

  {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ} على حكاية الخطاب، وقرأ أبو عمرو وعاصم بالياء⁣(⁣١) لأنهم غيب والهاء كناية عن أهل الكتاب، وقيل: عن النبي أي عن أمره.

  {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ١٨٨}

  {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا} وروى الحسين بن علي الجعفي عن الأعمش بما آتوا⁣(⁣٢) أي أعطوا. قيل: يراد بهذا اليهود وفي قراءة أبيّ بما فعلوا⁣(⁣٣)، وقال ابن زيد: هم المنافقون كانوا يقولون للنبي : نخرج ونحارب معك ثم يتخلّفون ويعتذرون ويفرحون بما فعلوا لأنهم يرون أنهم قد تمّت لهم الحيلة {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ} كرّر «تحسبنّ» لطول الكلام ليعلم أنه يراد الأول كما تقول: لا تحسب زيدا إذا جاءك وكلّمك لا تحسبه مناصحا.

  {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ١٨٩}

  {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} ابتداء وخبر، وكذا {وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

  {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ ١٩٠}

  {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ} في موضع نصب على أنه اسم «إن» {لِأُولِي} خفض باللام وزيدت فيها الواو فرقا بينها وبين «إلى». {الْأَلْبابِ} خفض بالإضافة وحكى سيبويه⁣(⁣٤) عن يونس: قد لببت ولا يعرف في المضاعف سواه.

  {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ ١٩١}

  {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ} في موضع خفض على النعت لأولي الألباب. {قِياماً وَقُعُوداً}


(١) وهذه قراءة ابن كثير أيضا، انظر تيسير الداني ٧٧.

(٢) انظر مختصر ابن خالويه ٢٣.

(٣) انظر مختصر ابن خالويه ٢٤، والبحر المحيط ٣/ ١٤٣.

(٤) انظر الكتاب ٤/ ١٤٧.