إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(6) شرح إعراب سورة الأنعام

صفحة 9 - الجزء 2

  غيره: معنى لا يكذّبونك لا يكذّبونك بحجّة ولا برهان ودلّ على هذا {وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ}.

  {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللهِ وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ٣٤}

  {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ} على تأنيث الجماعة. {رُسُلٌ} اسم ما لم يسمّ فاعله، وإن شئت حذفت الضمة فقلت: رسل لثقل الضمة. {فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا} أي فاصبر كما صبروا. {وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا} أي فسيأتيك ما وعدت به. {وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللهِ} مبيّن لذلك أي ما وعد الله ø فلا يقدر أحد أن يدفعه.

  {وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ ٣٥}

  {وَإِنْ كانَ} شرط. {كَبُرَ} فعل ماض وهو خبر عن كان. {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ} مفعول به. {أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ} عطف عليه أي سببا إلى السماء وهذا تمثيل لأن السّلّم الذي يرتقى عليه سبب إلى الموضع وما يعرف ما حكاه الفراء من تأنيث السلّم. {فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ} عطف وأمر الله جلّ وعزّ النبي أن لا يشتدّ حزنه عليهم إذ كانوا لا يؤمنون كما أنه لا يستطيع هذا. {فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ} من الذين اشتدّ حزنهم وتحسّروا حتّى أخرجهم ذلك إلى الجزع الشديد وإلى ما لا يحلّ.

  {إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ٣٦}

  {إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} أي يسمعون سماع إصغاء وتفهّم وإرادة للحقّ. {وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللهُ} وهم الكفار وهم بمنزلة الموتى في أنهم لا يقبلون ولا يصغون إلى حجّة.

  {وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ٣٧}

  {وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ} وكان منهم تعنّتا بعد ظهور البراهين وإقامة الحجّة بالقرآن الذي عجزوا عن أن يأتوا بسورة مثله لما فيه من الوصف وعلم الغيوب. {وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} أن الله جلّ وعزّ إنّما ينزل من الآيات ما فيه مصلحة للعباد.

  {وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ٣٨}

  {وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ} عطف على اللفظ، وقرأ الحسن وعبد الله