إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(6) شرح إعراب سورة الأنعام

صفحة 29 - الجزء 2

  {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ} ابتداء وخبر وكذا {وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِ فَلا تَكُونَنَ} نهي مؤكدة بالنون الثقيلة وفتحت لالتقاء الساكنين وقيل لأنهما شيئان ضمّ أحدهما إلى الآخر.

  {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ١١٥}

  {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً} مصدر وحال.

  {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ١١٦}

  {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ} أي الكفّار. {يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ} أي عن الطريق التي تؤدّي إلى ثواب الله ø {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} بمعنى «ما».

  {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ١١٧}

  (من) في موضع رفع بالابتداء مثل {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ}⁣[الكهف: ١٢].

  {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ ١١٨}

  {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ} اسم ما لم يسمّ فاعله والذكر عند أهل اللغة باللسان ويكون بالقلب مجازا.

  {وَما لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ١١٩}

  {وَما لَكُمْ} ابتداء وخبر. {أَلَّا} في موضع نصب والمعنى وأيّ شيء لكم في أن لا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وسيبويه يجيز أن تكون «أن» في موضع جرّ بإضمار الخافض. {إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} في موضع نصب بالاستثناء. {وَإِنَّ كَثِيراً} اسم «إن» وصلح أن يكون اسمها نكرة لأنّ فيها فائدة وليس الخبر معرفة.

  وهذا حسن عند سيبويه، وأنشد: [الطويل]

  ١٣٧ - وإنّ شفاء عبرة لو سفحتها ... فهل عند رسم دارس من معوّل⁣(⁣١)


(١) الشاهد لامرئ القيس من مطوّلته (قفا نبك) صفحة ٩، والكتاب ٢/ ١٤٣، وخزانة الأدب ٣/ ٤٤٨، والدرر ٥/ ١٣٩، وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٢٥٧، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٤٩، وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٧٢، ولسان العرب (عول) و (هول)، والمنصف ٣/ ٤٠، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٩/ ٢٧٤، والدرر ٦/ ١٥٤، وشرح الأشموني ٢/ ٤٣٤، وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٧٢، وهمع الهوامع ٢/ ٧٧.