(8) شرح إعراب سورة الأنفال
  ويجوز «ومن يشاقّ الله»، والتقدير {شَدِيدُ الْعِقابِ} له، وحذف له.
  {ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ ١٤}
  {ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ} كما تقدّم في الأول، {وَأَنَ} في موضع رفع بعطفها على ذلكم. قال الفراء(١): ويجوز أن يكون في موضع نصب بمعنى «وبأنّ للكافرين» قال: ويجوز أن يضمر واعلموا أنّ، قال أبو إسحاق: لو جاز إضمار واعلموا لجاز زيد منطلق وعمرا جالسا، بل كان يجوز في الابتداء: زيدا منطلقا لأن المخبر معلم وهذا لا يقوله أحد من النحويين.
  {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ ١٥}
  {إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً} مصدر في موضع الحال.
  {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٦}
  {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ} شرط. {إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ} نصب على الحال. {فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ} مجازاة. {وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ} ابتداء وخبر.
  {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ١٧}
  وكذا {وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ} على قراءة(٢) من خفّف «لكن»، ومعنى {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ} فلم تقتلوهم بتدبيركم ولكن الله قتلهم بالنصر، ونظير هذا أنّ رجلين لو كانا يتقاتلان ومعهما سيفان فجاء رجل وأخذ سيف أحدهما فقتله الآخر لجاز أن يقال: ما قتل ذاك إلّا الذي أخذ سيفه. {وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى} مثله ويجوز أن يكون المعنى وما رميت بالرعب في قلوبهم إذ رميت بالحصى.
  {ذلِكُمْ وَأَنَّ اللهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ ١٨}
  {ذلِكُمْ وَأَنَّ اللهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ}(٣) قراءة أهل الحرمين وأبي عمرو،
= ٦/ ٣٢٢، وشرح المفصّل ٩/ ١٢٨، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ٤١١، وخزانة الأدب ٦/ ٥٣١، وشرح الأشموني ٣/ ٨٩٧، وشرح شافية ابن الحاجب ٢٤٤، والمقتضب ١/ ١٨٥.
(١) انظر معاني الفراء ١/ ٤٠٥.
(٢) انظر الإتحاف ١٤٢.
(٣) انظر تيسير الداني ٩٥.