(2) شرح إعراب سورة البقرة
  في قوله: {فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ} و «من» في موضع رفع و «تبع» في موضع جزم بالشرط {فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} جوابه، وقال الكسائي في «فلا خوف عليهم» جواب الشرطين جميعا، وقرأ عاصم الجحدري وعيسى وابن أبي إسحاق فمن تبع هديّ(١) قال أبو زيد: هذه لغة هذيل يقولون: هديّ وعصيّ وأنشد النحويون: [الكامل]
  ١٨ - سبقوا هويّ وأعنقوا لهواهم ... فتخرّموا ولكلّ جنب مصرع(٢)
  قال أبو جعفر: العلّة في هذا عند الخليل وسيبويه(٣) وهذا معنى قولهما - أنّ سبيل ياء الإضافة أن يكسر ما قبلها فلما لم يجز أن تتحرك الألف جعل قبلها ياء عوضا من التغيير. وقرأ الحسن وعيسى وابن أبي إسحاق {فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} والاختيار عند النحويين الرفع والتنوين لأن الثاني معرفة لا يكون فيه إلّا الرفع فاختاروا في الأول الرفع أيضا ليكون الكلام من وجه واحد.
  {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ٣٩}
  {وَالَّذِينَ} رفع بالابتداء. {كَفَرُوا} من صلته. {وَكَذَّبُوا} عطف على كفروا. {بِآياتِنا} خفض بالباء. {أُولئِكَ} مبتدأ. {أَصْحابُ النَّارِ} خبره والجملة خبر الذين. {وَهُمْ فِيها خالِدُونَ} ابتداء وخبر في موضع نصب على الحال.
  {يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ٤٠}
  {يا بَنِي} نداء مضاف علامة النصب فيه الياء وحذفت منه النون للإضافة، الواحد ابن والأصل فيه بني وقيل فيه بنو ولو لم يحذف منه لقيل بنا كما يقال: عصا فمن قال: المحذوف منه واو احتجّ بقولهم: البنوّة وهذا لا حجّة فيه لأنهم قد قالوا الفتوّة. قال أبو جعفر: سمعت أبا إسحاق يقول: المحذوف منه عندي ياء كأنه من بنيت. {إِسْرائِيلَ}(٤) في موضع خفض إلّا أنه لا ينصرف لعجومته ويقال: إسرائل بغير ياء وبهمزة مكسورة ويقال اسراأل بهمزة مفتوحة، وتميم يقولون: اسرائين بالنون. {اذْكُرُوا} حذف النون منه لأنه أمر وحذفت الألف لأنها ألف وصل وضممتها في
(١) انظر مختصر ابن خالويه ٥، والبحر المحيط ١/ ٣٢٢.
(٢) الشاهد لأبي ذؤيب الهذلي في شرح أشعار الهذليين ١/ ٧، وإنباه الرواة ١/ ٥٢، والدرر ٥/ ٥١، وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٧٠٠، وشرح شواهد المغني ١/ ٢٦٢، وشرح قطر الندى ص ١٩١، وشرح المفصّل ٣/ ٣٣، وكتاب اللامات ص ٩٨، ولسان العرب (هوا)، والمحتسب ١/ ٧٦، والمقاصد النحوية ٣/ ٤٩٣، وهمع الهوامع ٢/ ٥٣، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣/ ١٩٩، وشرح الأشموني ٢/ ٣٣١، وشرح ابن عقيل ص ٤٠٨، والمقرب ١/ ٢١٧ وكتاب العين ١/ ٢٩٩.
(٣) انظر الكتاب ٣/ ٤٥٨.
(٤) انظر البحر المحيط ١/ ٣١٥.