(15) شرح إعراب سورة الحجر
  فلم يجعلوه كأخواته. يعني ما يعمل عمله. قال: فجعلوه كليت. قال أبو إسحاق: ولم يتصرّف ليس لأنه ينفى بها المستقبل والحال والماضي فلم يحتجّ فيها إلى تصرّف. قال أبو جعفر: وسمعت محمد بن الوليد يقول: لمّا ضارعت «ما» منعت من التصريف.
  {وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ٤٧}
  {وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ} قال الكسائي: غلّ يغلّ من الشحناء، وغلّ يغلّ من الغلول، وأغلّ يغلّ من الخيانة، وقال غيره: معنى {وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ} أزلنا عنهم الجهل والغضب وشهوة ما لا ينبغي حتى زال التحاسد. {إِخْواناً} على الحال.
  {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ ٥١}
  والتقدير: عن أصحاب ضيف إبراهيم ولهذا لم يكثّر ضيوف.
  {قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ ٥٣}
  {قالُوا لا تَوْجَلْ} ومن قال تأجل أبدل من الواو ألفا لأنها أخفّ، ومن قال: تيجل أبدل منها ياء لأنها أخفّ من الواو، ولغة بني تميم تيجل ليدلّوا على أنه من فعل، ويقال: فلان ييجل، بكسر الياء، وهذا شاذّ لأن الكسرة في الياء مستقلة ولكن فعل هذا لتنقلب الواو ياء.
  {قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ٥٤}
  {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} قراءة أكثر الناس، وقرأ نافع بكسر النون، وحكي عن أبي عمرو بن العلاء | أنه قال: كسر النون لحن، يذهب إلى أنه لا يقال: أنتم تقوموا فيحذف نون الإعراب. قال أبو جعفر: قد أجاز سيبويه(١) والخليل مثل هذا. قال سيبويه: وقرأ بعض الموثوق بهم {قالَ أَتُحاجُّونِّي}[الأنعام: ٨٠] و {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} وهي قراءة أهل المدينة(٢)، والأصل عند سيبويه: فبم تبشّرون بإدغام النون في النون ثم استثقل الإدغام فحذف إحدى النونين ولم يحذف نون الإعراب كما تأول أبو عمرو وإنما حذف النون الزائدة. وأنشد سيبويه: [الوافر]
  ٢٦٠ - تراه كالثّغام يعلّ مسكا ... يسوء الفاليات إذا فليني(٣)
  وقال الآخر: [الوافر]
  ٢٦١ - أبالموت الّذي لا بدّ أنّي ... ملاق لا أباك تخوّفيني(٤)
(١) انظر الكتاب ٤/ ٣.
(٢) انظر تيسير الداني ١١١.
(٣) مرّ الشاهد رقم (١٣٤).
(٤) الشاهد لأبي حيّة النميري في ديوانه ١٧٧، وخزانة الأدب ٤/ ١٠٠، والدرر ٢/ ٢١٩، وشرح شواهد الإيضاح ٢١١، ولسان العرب (خعل) و (أبي)، و (فلا)، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣/ ١٣٢، =