(16) شرح إعراب سورة النحل
  بِهِ}[النحل: ١٢٦] {وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} للكفّار لم يقل غيره، وحكى أبو عبيد القاسم بن سلام أنّ نافعا قرأ {وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ}(١) بكسر الضاد قال أبو جعفر: وهذا لا يعرف عن نافع. وقال الكوفيون: الفراء(٢) وغيره: «الضيق» بفتح الضاد في القلب والصدر، «والضيق» بكسر الضاد في الثوب والدار وما أشبهها مما يرى قال الفراء: فإذا رأيت الضيق بفتح الضاد قد وقع في موضع الضّيق فهو مخفّف من ضيّق أو جمع ضيقة، ولا يعرف البصريون من هذا التفريق شيئا، وقالوا إذا أردت المصدر قلت: الضيق، كما تقول: البيع، وإن أردت الاسم قلت: الضيق كما تقول: العلم، وأجازوا في ضيّق التخفيف.
  {إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ١٢٨}
  {إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا الَّذِينَ} خفض بإضافة مع إليه لأن مع عند الخليل اسم إذا فتحت العين وإن أسكنتها فهي حرف. {وَالَّذِينَ} عطف. {هُمْ مُحْسِنُونَ} مبتدأ وخبره في الصّلة.
(١) انظر تيسير الداني ١١٣.
(٢) انظر معاني الفراء ٢/ ١١٥.