(23) شرح إعراب سورة المؤمنين
  ظاهر. وقيل: كلّ حزب بما لديهم فرحون أي بما هم فيه من اللذات وطلب الرئاسة.
  {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ} أي فيما غطّى عليهم من حبّ الدنيا والتواني عن الموت وعن أمر الآخرة. وقيل: في غمرتهم أي فيما غمرهم من الجهل. قال أبو إسحاق: {حَتَّى حِينٍ} إلى حين ما يأتيهم ما وعدوا به من العذاب.
  {أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ} «ما» بمعنى الذي، وفي خبر أن ثلاثة أقوال: منها أنه محذوف، وقال أبو إسحاق: المعنى نسارع لهم به، وحذفت به، وقال هشام قولا دقيقا قال: «ما» هي الخيرات، وليس في الكلام حذف؛ لأن معنى في الخيرات فيه، وهذا قول بعيد ومثله: إنّ زيدا تكلّم عمرو في زيد، والأجود تكلّم عمرو فيه، وقد أجاز مثله سيبويه، وأنشد: [الخفيف]
  ٣٠٥ - لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغّص الموت ذا الغنى والفقيرا(١)
  ومن قرأ يسارع لهم في الخيرات(٢) ففي قراءته ثلاثة أوجه: أحدها على حذف به، ويجوز أن يكون التقدير يسارع الأمداد، ويجوز أن يكون «لهم» اسم ما لم يسمّ فاعله.
  خبر أن.
  {أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ} أي في عمل الخيرات أي الطاعات. قال أبو إسحاق: يسارعون أبلغ من يسرعون. {وَهُمْ لَها سابِقُونَ} أحسن ما قيل فيه أنهم يسبقون إلى أوقاتها، ودلّ أنّ الصلاة في أول الوقت أفضل، وكلّ من تقدّم في شيء فقد سابق إليه، وكلّ من تأخر عنه فقد سبقه وفاته.
  {وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِ} قيل: يعني به الكتاب الذي كتب فيه أعمال الخلق عند الملائكة محتفظ به.
(١) مرّ الشاهد رقم (٧٠).
(٢) انظر البحر المحيط ٦/ ٣٧٩.