إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(23) شرح إعراب سورة المؤمنين

صفحة 84 - الجزء 3

  قيل: هل مثل الأول أي عن الدين، وقيل: إنهم عن طريق الجنة لعادلون حتى يصيروا إلى النار.

  {وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ} أي لو رددناهم إلى الدنيا ولم ندخلهم النار وامتحنّاهم. {لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ} قال السّدّي: أي في معصيتهم. {يَعْمَهُونَ}. قال الأخفش: يترددون.

  {وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ} قال الضحاك: أي بالجوع.

  {حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ} قال عكرمة: هو باب من أبواب جهنم عليه من الخزنة أربعمائة ألف، سود وجوههم؛ كالحدأ أنيابهم، قد قلعت الرحمة من قلوبهم إذا بلغوه فتحه الله عليهم.

  قل ... لله وقل ... الله⁣(⁣١) قد ذكرناه بما لا يحتاج إلى زيادة.

  {عالِمِ الْغَيْبِ}، قراءة أهل المدينة وأهل الكوفة على إضمار مبتدأ، وقراءة أبي عمرو {عالِمِ الْغَيْبِ}⁣(⁣٢) بالخفض على النعت لله جلّ وعزّ وأكثر النحويين الكوفيين والبصريين يذهبون إلى أن الرفع أولى. فحجّة البصريين أنّ قبله رأس آية وقد تمّ الكلام فالابتداء أحسن، وحجّة الكوفيين منهم الفراء⁣(⁣٣) أن الرفع أولى قال: لأنه لو كان مخفوضا لكان بالواو فكان يكون عالم الغيب وتعالى، فلما كان «فتعالى» كان الرفع أولى.

  قال أبو إسحاق: ويجوز «ربّ» بضم الباء، ويجوز «ربّي» بإسكان الياء وفتحها.

  و «إنّ» هاهنا للشرط و «ما» زائدة للتوكيد فلمّا زيدت «ما» حسن دخول النون للتوكيد،


(١) يشير إلى الآيات ٨٥، و ٨٧ و ٨٩ من السورة.

(٢) انظر البحر المحيط ٦/ ٣٨٦.

(٣) انظر معاني الفراء ١٢١.