إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(25) شرح إعراب سورة الفرقان

صفحة 113 - الجزء 3

  ونصب رسول على الحال، ويجوز أن يكون مصدرا لأن معنى بعث أرسل. ومعنى رسول رسالة على هذا.

  {أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً} قيل معناه أفأنت تجبره على ذلك.

  {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ} ولم يقل: أنّهم لأن منهم من قد علم أنه يؤمن وذمّهم جلّ وعزّ بهذا {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ} سماع قبول أو يفكّرون فيما تقوله فيعقلونه أي هم بمنزلة من لا يعقل ولا يسمع. وقيل: المعنى أنهم لمّا ينتفعوا بما يسمعون فكأنّهم لم يسمعوا. {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ} أي إنّهم لا يفهمون {بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} لأنهم يكذّبون بما يسمعون من الصدق، وليس كذا الأنعام.

  {أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ} حذفت الألف للجزم، والأصل الهمز، والتخفيف لازم للمضارع من هذا لكثرة الاستعمال. وقد ذكرنا معنى الآية.

  {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً} مفعولان {وَالنَّوْمَ سُباتاً} عطف و «سبات» بمعنى الراحة، وأعاد «جعل» توكيدا ولو كان والنهار نشورا لجاز في غير القرآن. قال الأخفش سعيد: واحد الأناسيّ إنسيّ. وكذا قال محمد بن يزيد، وهو أحد قولي الفراء⁣(⁣١)، وله قول آخر وهو أن يكون واحد الأناسيّ إنسانا لم يبدل من النون ياء فيقول: أناسيّ ويجب على قوله أن يقول في جمع سرحان: سراحيّ. لا فرق بينهما، وحكى أيضا {وَأَناسِيَّ كَثِيراً} بالتخفيف.

  {وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ} وهو المطر كما قال عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس:


(١) انظر معاني الفراء ٢/ ٢٧٠.