إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(28) شرح إعراب سورة القصص

صفحة 165 - الجزء 3

  قال مجاهد: {أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ} حمزة بن عبد المطلب {كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا} أبو جهل بن هشام.

  {وَرَأَوُا الْعَذابَ لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ}. قال أبو إسحاق: جواب «لو» محذوف، والمعنى: لو أنّهم كانوا يهتدون لما اتّبعوهم، ولما رأوا العذاب، وقال غيره: التقدير:

  لو أنهم كانوا يهتدون لأنجاهم الهدى ولما صاروا إلى العذاب.

  {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ} أي تحيّروا فلم يدروا ما يجيبون به لمّا سئلوا، فقيل لهم: {ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ}⁣[القصص: ٦٥].

  {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ} قال علي بن سليمان: هذا وقف التمام ولا يجوز أن يكون «ما» في موضع نصب بيختار لأنها لو كانت في موضع نصب لم يعد عليها شيء قال: وفي هذا رد على القدرية، وقال أبو إسحاق: «ويختار» هذا وقف التمام المختار، قال: ويجوز أن يكون «ما» في موضع نصب بيختار، ويكون المعنى ويختار الذي كان لهم فيه الخير.

  {أَفَلا تَسْمَعُونَ} أي أفلا تقبلون، وبعده {أَفَلا تُبْصِرُونَ} أي أفلا تتبيّنون هذا.

  {وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً} قيل معناه من كلّ قرن وفي كل أمة قوم يكونون عدولا يشهدون على الناس يوم القيامة بأعمالهم. {فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ} أي حجّتكم بما كنتم تدينون به {فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ} أي أنّ الحق ما في الدنيا. {وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ} أي ما كانوا يدعون من دون الله، وقد قال جلّ وعزّ قبل هذا: {وَقِيلَ ادْعُوا