إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(31) شرح إعراب سورة لقمان

صفحة 198 - الجزء 3

  {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ}⁣(⁣١) {الْغَيْثَ} زعم الفراء⁣(⁣٢) أن في هذا معنى النفي أي ما لم يعلمه أحد إلّا الله جل وعز. قال أبو جعفر: إنما صار فيه معنى النفي والإيجاب بتوقيف الرسول على ذلك لأنه في قول الله جلّ وعزّ {وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ}⁣[الأنعام: ٥٩] لا يعلمها إلّا هو أنها هذه. قال أبو إسحاق: فمن زعم أنه يعلم شيئا من هذا فقد كفر {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} ومن العرب من يقول: بأيّة أرض. فمن قال:

  بأيّ أرض قال: تأنيث الأرض يكفي من تأنيث أي، ومن قال: بأيّة أرض قال: أي تنفرد تأتي بغير إضافة لو قال: جاءتني امرأة، قلت أيّة {إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} نعت لعليم أو خبر بعد خبر.


(١) انظر تيسير الداني ١٤٣.

(٢) انظر معاني الفراء ٢/ ٣٣٠.