(31) شرح إعراب سورة لقمان
  {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ}(١) {الْغَيْثَ} زعم الفراء(٢) أن في هذا معنى النفي أي ما لم يعلمه أحد إلّا الله جل وعز. قال أبو جعفر: إنما صار فيه معنى النفي والإيجاب بتوقيف الرسول ﷺ على ذلك لأنه ﷺ في قول الله جلّ وعزّ {وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ}[الأنعام: ٥٩] لا يعلمها إلّا هو أنها هذه. قال أبو إسحاق: فمن زعم أنه يعلم شيئا من هذا فقد كفر {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} ومن العرب من يقول: بأيّة أرض. فمن قال:
  بأيّ أرض قال: تأنيث الأرض يكفي من تأنيث أي، ومن قال: بأيّة أرض قال: أي تنفرد تأتي بغير إضافة لو قال: جاءتني امرأة، قلت أيّة {إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} نعت لعليم أو خبر بعد خبر.
(١) انظر تيسير الداني ١٤٣.
(٢) انظر معاني الفراء ٢/ ٣٣٠.