(33) شرح إعراب سورة الأحزاب
  عائشة ^ قالت في قوله: {وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ} أبو سفيان وعيينة ابن برد، رجع أبو سفيان إلى تهامة وعيينة إلى نجد. {وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ} بأن أرسل عليهم الريح حتى رجعوا فرجعت بنو قريظة إلى صياصيهم. قال أبو جعفر:
  فكفي أمر بني قريظة بالرعب حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ رحمة الله عليه فحكم بقتل مقاتلتهم وسبي ذراريهم. {وَكانَ اللهُ قَوِيًّا} أي لا يردّ أمره {عَزِيزاً} لا يغلب.
  وبيّن هذا في بني قريظة قال جلّ ثناؤه {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} قال محمد بن يزيد: أصل الصيصية ما يمتنع به فالحصن صيصية ويقال لقرون البقر: صياص لامتناعها. وكذا يقال في شوكة الديك قال: ويقال الشوكة الحائك صيصية تشبيها بها، وأنشد: [الطويل]
  ٣٤٣ - كوقع الصّياصي في النّسيج الممدّد(١)
  {فَرِيقاً} نصب بتقتلون. و {فَرِيقاً} نصب بتأسرون، وحكى الفراء(٢) «تأسرون» بضم السين.
  {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً} لأن المهاجرين لم تكن لهم بالمدينة دور.
  {فَتَعالَيْنَ} نون المؤنّث فيه وهي لا تحذف لأنه مبنيّ ولو حذفت لأشكل. قال الخليلرحمه الله: الأصل في تعال: ارتفع ثم كثر استعمالهم حتى قيل للمتعالي: تعال أي أنزل.
  {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً} قراءة أهل الحرمين والحسن وأبي عمرو
(١) الشاهد لدريد بن الصمة في ديوانه ٦٣، ولسان العرب (نوش) و (صيص)، و (شيق) و (صيا)، وكتاب العين ٧/ ١٧٦، وتهذيب اللغة ١٢/ ٢٦٦، وتاج العروس (صيص)، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٢٤٢، والمخصص ١٢/ ٢٦٠.
وصدره: «غداة دعاني والمرماح ينشنه»
(٢) انظر معاني الفراء ٢/ ٣٤١.