إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(37) شرح إعراب سورة الصافات

صفحة 280 - الجزء 3

  فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ}⁣[الرعد: ٥] ولا حجة فيه. ومعناه على ما قاله أبو حاتم: وإن تعجب فلك في قولهم عجب ولمن سمعه وفيه عجب. والقراءة بضم التاء مروية عن علي بن أبي طالب ¥ وعن ابن مسعود | رواها شعبة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ {بَلْ عَجِبْتَ} بضم التاء ويروى عن ابن عباس قال أبو جعفر: سمعت علي بن سليمان يقول: معنى القراءتين واحد، والتقدير: قل: يا محمد بل عجبت لأن النبيّ مخاطب بالقرآن، وهذا قول حسن. {وَيَسْخَرُونَ} بالسين في السواد، ويجوز في غير القرآن عند الخليل | أن يقال: «صخرت منه» بالصاد، ولغة شاذة «سخرت به» بالياء.

  أي يستدعون السّخريّ و «إذا» في موضع نصب بإضمار فعل قبلها، ولا يعمل فيها ما بعدها. وحكى الكسائي: دخر يدخر دخورا.

  {فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ} والجمع زجرات بتحريك الجيم فرقا بين الاسم والنعت.

  {وَقالُوا يا وَيْلَنا} منصوب على أنه مصدر عند البصريين، وزعم الفراء أن تقديره يا وي لنا. ووي بمعنى: حزن ولو كان كما قال لكان منفصلا وهو في المصحف متصل، ولا نعلم أحدا يكتبه إلّا متصلا فزاد الكوفيون على هذا، فحكى بعضهم لغات شتّى أنه يقال: ويل للشيطان، وويلا للشيطان، وويل للشيطان، وويل الشيطان، وويل الشيطان، وويل الشيطان. فأما ويل للشيطان فبيّن لا نظر فيه، وويلا للشيطان جائز بمعنى: ألزمه الله ويلا، وأما ويل للشيطان فشاذّ وهو مشبّه بالأصوات. فأما ويل الشيطان فهو عند البصريين منصوب على معنى ألزمه الله ويلا أيضا، وقال الفراء: لمّا كثر استعمالهم إيّاه جعلوه بمنزلة اسم ضمّ إلى اسم، كما قالوا: يا لبكر، وهي لام الخفض، ومن قال: ويل الشيطان جاء به على الأصل، ومن قال: ويل الشيطان فالأصل عنده ويل للشيطان ثم حذف لكثرة اللامات كما قرئ {إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ}⁣[الأعراف: ١٩٦] بمعنى إنّ وليّي الله فحذف لكثرة الياءات. قال أبو جعفر:

  لا تعرف هذه القراءة ولكن قرأ عاصم الجحدري إنّ وليّ الله الذي نزّل الكتاب بمعنى إنّ وليّ الله الذي نزّل الكتاب جبريل الذي نزّل الكتاب ثمّ أقيم النعت مقام المنعوت. {هذا يَوْمُ الدِّينِ} ابتداء وخبر. قال أبو جعفر: قال الضحاك وعطية العوفي: أي هذا يوم الحساب.